استعير هذا العنوان من مقال في "القدس العربي" التي تصدر من لندن تعليقا على الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المصرية. الصحيفة ضمن صحف مصرية وعربية، شديدة الشراسة في توجيه الانتقادات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لتلكئه في تحديد جدول زمني لنقل السلطة للمدنيين، وسياساته غير الواضحة.. لكن هذا لم يمنعها من كلمة حق لا تقلل من قيمة انتقاداتها وتؤكد موضوعيتها. مقال "كلمة حق لصالح العسكر" يتناول الانتخابات التي جاءت نزيهة وشفافة وخالية من أي مشاكل، ويقول إن الفضل في ذلك يرجع إلى المجلس العسكري الحاكم الذي أصر على إجرائها في موعدها وفق الجدول المحدد، وبعث بعشرات من آلاف الجنود وقوات الأمن لحماية صناديق الاقتراع وتنظيم الصفوف، ومنع أي مشاكل. ترى الصحيفة "أن هذا النجاح الكبير يستحق التوقف عنده، والإشادة به، رغم اعتراض الكثيرين على حكم العسكر وتلكئهم في مغادرة السلطة، فكأس المجلس العسكري ليس فارغة تماما، والتقييم العلمي الموضوعي يقتضي الاعتراف بذلك، وذكر الايجابيات مثلما يتم التركيز على ذكر السلبيات". لم تجر انتخابات في مصر طوال تاريخ مجالسها النيابية بهذه النزاهة والشفافية والاقبال الكبير، فانعكس ذلك على تعليقات الاشادة من وسائل الإعلام العالمية خصوصا في العواصم الكبرى مثل واشنطنولندن وباريس وبرلين ومدريد وروما وموسكو. في مصر.. الصورة مختلفة عند المعسكر الليبرالي، فقد نصبت القنوات الخاصة والحكومية مناحة،وأطلقتالفزاعات واستمرت في التحريض ضد الانتخابات، وهذه المرة تطالب بعدم استكمالها بحجة أن المسحيين سيهجرون مصر وخصوصا الأثرياء ورجال الأعمال، وأن الفن سيهاجر إلى لبنان ودبي! المقارنة بين العسكر وبين المعسكر الليبرالي تأتي لصالح من يعيشون حياتهم داخل الثكنات وعلى الحدود والثغور، فقد ظهروا أكثر ديمقراطية من أصحاب الياقات الزرقاء والبرانيط والصالونات. نقارن بينهم وبين النخبة التي أرادت تنصيب الدكتور محمد البرادعي رئيسا لمصر أو لحكومة انقاذ وطني دون انتخابات ثم انهالوا هجوما على أحدهم وهو الدكتور ممدوح حمزة لأنه اعترض مطالبا البرادعي بشرح سبب وجوده في مجلس إدارة منظمة يرأسها المليادردير اليهودي الصهيوني جورج سورس ويضم في عضويته مسؤولين إسرائيليين كبارا. لم تتحمل النخبة رأي أحد أبرز رجالهم فهاجموه بعنف وكالوا له الشتائم والاتهامات. يقول حمزة لبرنامج نادي العاصمة بالفضائية المصرية ليلة الخميس أنه مصدوم منهم ومن أصحاب الأقلام الذين كان يثق فيهم. ويتسائل: لماذا أغضبهم رأيه، ولماذا غضب البرادعي إلا إذا كانت عضويته في مجلس يرأسه جورج سورسسبة له؟!.. للعلم.. استمعت شخصيا قبل نحو عشر سنوات من رئيس الوزراء الماليزي الأسبق وزعيم نهضتها مهاتير محمد، إلى ما قاله مالك في الخمر بشأن جورج سورس.. كيف تآمر علىماليزيا واندونيسيا لمجرد أنهما نمران مسلمان، ولماذا اسقطهما في الأزمة الاقتصادية الشهيرة في التسعينيات؟! حمزةيقصد مجموعة الأزمة الدولية لصاحبها سورس، وذكر لبرنامج نادي العاصمة أن مجلس إدارتها يضم مع البرادعي، الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وآخرين. الآخرون هم ستانلي فيشر محافظ بنك إسرائيل، وشلومو بن عامي وزير الخارجية السابق، وناحومبرناع المراسل السياسي البارز لصحيفة يديعوت أحرونوت. النخبة – كما قال حمزة – دافعت بأنه مجلس إدارة للأعمال الخيرية!!.. ولا تعليق عندي. ما أنا بصدده أنالنخبة الليبرالية لم تتحمل رأيا مخالفا، وأرادت أن تفرض شخصا بلا انتخابات، فهي لا تؤمن بقدرة الشعب على الاختيار لنفسه، حتى أنها شككت في اقباله على صناديق الاقتراع وأرجعت ذلك إلى خوفه من غرامة ال500 جنيه! [email protected]