قال وزير الري حسام مغازي، اليوم السبت، إن جولة جديدة للجنة خبراء سد النهضة الإثيوبي ستعقد يومي الأربعاء والخميس المقبلين بالعاصمة السودانية الخرطوم، بمشاركة لدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) وممثلين للمكتبين الاستشاريين الدوليين. وأضاف مغازي، في تصريحات له أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الاجتماع يهدف إلى حسم الخلاف حول النقاط الفنية المتبقية، والتي لم تحسم من الجولة السادسة للمفاوضات بناء على عرض المكتبين الاستشاريين، والتوصل إلى اتفاق بشأنها تمهيدا لتوقيع العقود بعد الحصول على التوافق مع الاستشاريين المعنيين باستكمال تنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة حول التأثير المحتمل للسد على دولتي المصب (مصر والسودان). وأشار إلى أنه تم الاتفاق على مد فترة انعقاد اجتماع الخرطوم يوما إضافيا إذا ما دعت الضرورة لذلك، بهدف للتوصل لاتفاق يرضي الجميع. وأوضح أن الاجتماع الأخير بالقاهرة -الذي عقد أوائل يوليو الجاري وحضره الخبراء الفنيون- ناقش التفاصيل الفنية والهندسية الدقيقة، التي تغطي النواحي الهيدرولوكية والهيدرولوجية والنماذج الرياضية في مجال هندسة الأنهار العابرة الحدود والمتعلقة بإجراء الدراسات المطلوبة لتحديد أثار إنشاء السد على التدفقات المائية لمصر والسودان، وعلى الطاقة الكهرومائية المولدة من السدود القائمة، علاوة على تأثيرات إنشاء السد على النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية في البلدين. وذكر الوزير أنه تم التوافق على بعض النقاط الفنية، والبعض الآخر تم الاتفاق على رفعه للمستوى الوزاري في اجتماع الخرطوم المقبل. وكان وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا اتفقوا -في أبريل الماضي- على اختيار مكتبين استشاريين هما "بي آر إل الفرنسي" كمكتب رئيسى و"دلتارس الهولندي" كمكتب مساعد يتعاونان معا في تنفيذ الدراسات اللازمة لمعرفة الاثار المائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية لبناء سد النهضة. ويقوم المكتبان بإجراء الدراسات المتعلقة بهيدروليكا النيل الأزرق، خلف سد النهضة التي تحدد قواعد التشغيل تمهيدًا للملء الأول لخزان السد، بالإضافة إلى الدراسات الاقتصادية والاجتماعية للمشروع. وتعتمد مصر بشكل شبه أساسي على نهر النيل في الزراعة والصناعة ومياه الشرب، في بلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 85 مليون نسمة، ويتزايدون بمعدل سريع. ووقع زعماء مصر والسودان وإثيوبيا -في مارس الماضي- على وثيقة اتفاق مبادىء بشأن سد النهضة، والتي تشمل مبادئ تحكم التعاون فيما بين الدول الثلاث للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة الإثيوبي، الذي أثار إنشاؤه مخاوف شديدة في مصر من سنوات حدوث جفاف مائي محتمل خلال ملء خزان السد الذي تقيمه إثيوبيا لتوليد الطاقة الكهربائية.