عن طريق الصدفة البحتة، كشفت وسائل إعلامية محسوبة علي النظام المصري، أن "الإخوان بريئة من دماء النائب العام القتيل هشام بركات"، الذي تمت تصفيته منذ أيام قليلة في عملية تفجيرية استهدفت موكبه، أمام منزله في مصر الجديدة. قال الإعلامي أحمد موسي، المقرب من أجهزة الدولة الأمنية، إن كلمة السر في اغتيال "بركات" بعد التحقيقات التي أجريت هو ضابط الصاعقة السابق «هشام عشماوي». عشماوي، طبقَا للمعلومات المتاحة عنه، هو ضابط بالقوات المسلحة، ألتحق بفرقة الصاعقة في منتصف التسعينيات، وفي 1996 التحق بالقوات الخاصة "الصاعقة" كفرد تأمين، وفي 2000 أثار الشبهات حوله عندما وبخ قارئ القرآن في أحد المساجد التي كان يصلي بها، بسبب خطأ في التلاوة، خرج من الخدمة منذ 4 أعوام، بعد أن أثارت واقعة "التوبيخ" الشبهات حوله، وتم نقله بعد التحقيق معه، إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش. واستبعد من القوات المسلحة على إثر المحاكمة العسكرية التي أحيل إليها في 2007، بعد اتهامه بنشر أفكار متشددة وتحريض الضباط والجنود على عدم الانصياع لأوامر قيادات الجيش، الأمر الذي جعله يحمل "الكره والضغينة" ضد الجيش، وأصبح مهيئاً لتنفيذ أية عملية تستهدف القوات المسلحة. وجهت السلطات المصرية، أصابع الاتهام في مذبحة الفرافرة إلي عشماوي، واتهمته بأنه وراء تنفيذ العملية التي أدت إلي استشهاد 28 مجنداً، وأكدت في بيان صادر عنها حينذاك، أن "هشام عشماوي" خطط ونفذ العملية ضمن التنظيم الذي يطلق علي نفسه "ولاية سيناء". يقول اللواء عبد اللطيف البديني، الخبير العسكري والأمني، إن الضابط "هشام عشماوي" تم اكتشاف ميوله وهو داخل الجيش وتم التحقيق معه واستبعاده، بعدما تم اكتشاف محاولة ترويجه للأفكار المتشددة، مضيفًا: "أمر وارد أن يكون هناك من يعمل ضد المؤسسات الأمنية من داخلها". وأشار البديني ل "المصريون" إلى أنه لا يوجد مكان مؤمن تأمين كامل، وكل الخطط التأمينية التي يتم وضعها يوجد بها ثغرات، قد يكون داخل المؤسسات الأمنية من يحمل أفكارًا تكفيرية وجهادية من المجندين والعاملين المدنيين علي وجه الخصوص، أما الضباط فمن الصعب أن تجد منهم من "يخون" وذلك لأن أفكارهم تتشكل وتنضج داخل المؤسسة الأمنية نفسها. وأوضح، أن الأجهزة واضعة خطط للإمساك ب "عشماوي"، ولكن هناك مشكلة تواجه تلك الأجهزة، أن هناك بعض الأماكن في مصر من الصعب ضبط المتهمين فيها مثل شمال سيناء ويتم اكتشاف الإيقاع بالمتهمين فيها عن طريق الصدفة البحتة، لأنها مليئة بالجبال والكهوف، ويتخذها الإرهابيون مأوي لهم.