اتحاد الكرة ليس مهتما على الإطلاق بلعبة كرة القدم " فنيا " ولكنه مهتم فقط " بالبيزنس " وبالخلافات والخناقات وتصفية الحسابات. وكنت أتخيل أنهم سوف يبحثون عن حل لظاهرة "الشماريخ" التى هزت ملاعب كرة القدم ، وهددت استمرار مسابقة الدورى العام ، ولكن أحدًا لم يبد أى اهتمام بها خلال توقف الدورى لأكثر من شهر تقريبا !! كنا نعتقد أن السادة فى الجبلاية سوف يعقدون اجتماعات مع روابط الأندية وقيادات المشجعين لإقناعهم بالتراجع عن ظاهرة إشعال الشماريخ فى ملاعب الكرة حتى تلعب الفرق الشعبية على ملاعبها وبين جماهيرها ، وحتى يتم إيقاف الاستنزاف المالى للأندية بالغرامات المالية الضخمة ، وحتى يعود بعض من الاستقرار الأمنى إلى ملاعبنا بدلا من إشعال النار فى علاقة الجماهير بالشرطة، بل وحتى نضمن مسابقة ناجحة ، ولكن لا حياة لمن تنادى . وللأسف الشديد فإن الكابتن سمير زاهر لم ينزعج بشدة إلا بعد التطاول عليه بألفاظ تخدش الحياء فى المدرجات ، وصب جام غضبه على مخرج المباراة ، وكأنه من سبه وتطاول عليه ، وأن أخطأ المخرج ببث اللافتة على الهواء مباشرة. وكنت أتوقع أن يستغل زاهر ورفاقه فى الجبلاية توقف الدورى ويفتح حوارًا مع الشباب لإقناعهم بعدم إشعال الشماريخ فى المدرجات ، أو إشعالها قبل بدء المباراة فقط ، لكنه لا يملك الوقت للتفكير فى إنجاح بطولة الدورى العام ، حيث إنه ما زال مشغولا بتداعيات مباراة البرازيل وفلوسها ومشاكلها. وقد زادت هذه المباراة من خلافات وخناقات أعضاء اتحاد الكرة فأصبحنا نرى هجوما ناريا من مجدى عبد الغنى على زاهر ، ووجه رئيس اتحاد الكرة رجاله لاستعداء شباب الثورة ضد البلدوزر بحجة أنه من "فلول" الوطنى ، وفتحوا النار ضد كرم كردى أيضا، وتناسى رئيس اتحاد الكرة أنه من "قيادات الفلول" بالحزب الوطنى على مدار ربع قرن ما بين عضو بالشعب والشورى وأحد قيادات الحزب فى دمياط. واشتعلت الخلافات والخناقات .. وتاهت مشكلة الشماريخ ، بل وفشل زاهر فى إقناع الأندية الكبرى بالموافقة على إقامة معسكر للمنتخب الوطنى الأول خلال توقف الدورى ، واختفى الأمريكى برادلى مع مليونيات التحرير وانتشرت الأنباء عن طلب السفارة الأمريكية منه عدم التجول فى شوارع القاهرة خوفا على حياته !! ولن يتجمع المنتخب الوطنى نهائيًا إلا فى المعسكر الذى يسبق مباراة إفريقيا الوسطى ، أى أن الأستاذ برادلى لن يرى لاعبى منتخب مصر ، ولن يتعرفوا عليه عن قرب إلا قبل المباراة مباشرة ! وأخشى أن نستهين بهذه التصفيات كما تم الاستهانة من قبل مع سيراليون والنيجر وجنوب إفريقيا فوجد أبطال القارة السمراء على مدار ثلاث دورات متتالية أنفسهم خارج نهائيات كأس الأمم الإفريقية لأول مرة ، وهو الحدث الذى أصاب خبراء الكرة الإفريقية بالصدمة. وللأسف يتفاخر الكابتن سمير زاهر بأنه يقود اتحاد "البيزنس" ، ويقف كثيرا عند إنجازات الماضى التى حققها حسن شحاتة وجهازه الفنى ، ذلك الجهاز الذى اختاره الكابتن عصام عبد المنعم ، وحاول زاهر ورفاقه التخلص منهم فى مرات عديدة ، ولكن شاء الله ان يستمروا ويسعدوا المصريين ، و" ركب " زاهر ورجاله على إنجازاتهم . بل إن زاهر ورفاقه بخلافاتهم وخناقاتهم وعدم الاستماع إلى خبراء اللعبة وضعوا روشتة الفشل بزيادة عدد أندية الدورى إلى 19 فريقا وهو ما يعنى " حرق " لاعبى المنتخب بلعب 38 مباراة فى الموسم بخلاف مباريات الكأس وإفريقيا ومنتخب مصر وهو ما لا يتحمله اللاعب المصرى. وأخشى أن نتذكر كل تلك المشاكل والأزمات بعد فوات الآوان.