فى واحدة من أعنف جولات الهجوم على الإسلاميين، والتى اشتهر بها فى الفترة الأخيرة قال رجل الأعمال المصرى، نجيب ساويرس - مؤسس حزب المصريين الأحرار والمقرب من الكنيسة المصرية - إنه لن يسمح بفوز التيار الإسلامى فى الانتخابات القادمة، وأنه لن يسكت إذا ما حقق الإسلاميون فوزاً واضحاً. جاء ذلك خلال لقاء بثته قناة الحرة الأمريكية مؤخراً أثناء زيارته للولايات المتحدةالأمريكية، والذى اتهم فيه الإسلاميين ب "الابتزاز" على خلفية موقفهم الرافض لوثيقة المبادئ الحاكمة للدستور، والتى عرفت بوثيقة السلمى، والتى قوبلت برفض تام من معظم القوى السياسية الإسلامية والليبرالية. كما هاجم حركة 6 أبريل لاشتراكها مع الإسلاميين فى جمعة المطلب الواحد، وقال: ما كان ينبغى عليهم الاشتراك نظرًا لاختلاف الطريق بين الفريقين وادعى ساويرس أن الإسلاميين تخلوا عمن فى الميدان وبقت الحركة بمفردها تتلقى ضربات الداخلية. واستبعد حدوث عنف فى الانتخابات البرلمانية نظرًا لحرص الإسلاميين – على حد قوله – على سلامتها لضمانهم فوزًا مريحًا. وشن ساويرس هجوما حادا على الشيخ/ يوسف القرضاوى وادعى بأنه أفتى بعدم جواز التصويت لمسيحى أو علمانى، كما اتهم الشيخ بهبوطه على ميدان التحرير فى إشارة إلى خطبتيه الشهيرة يوم 18 فبراير ضمن مخطط واسع نفذه الإسلاميون للسطو على الثورة، على حد تعبيره. واستبعد ساويرس ضلوع النظام السابق فى تفجير كنيسة القديسين بدليل حدوث العديد من الاعتداءات على كنائس وممتلكات قبطية عقب الثورة. وفى الوقت الذى نفى فيه بشدة حدوث تدخل خارجى فى الشأن المصرى ادعى أن دول الخليج (والتى أشار إليها بدول الجوار) تقوم بتمويل التيار الإسلامى وتوفير الدعم اللازم له. فى الوقت ذاته تكشف مؤخرا عن قوائم أعدتها الكنيسة المصرية لتأييد مرشحى الكتلة المصرية، والتى يعتبر حزب ساويرس أهم المؤسسين لها. وكانت الأنباء قد ترددت عن قيام الأنبا بولا أسقف طنطا، والمسئول عن لجان المواطنة بالكنيسة، بإرسال قائمة المرشحين النهائية للكنائس القبطية، فى تسع محافظات وإصدار تعليمات صارمة لتأييدهم ومساندتهم فى الانتخابات المقبلة بالمرحلة الأولى، وجاء برسالة منه مرفقة بالقوائم: "برجاء مبايعة هذه الأسماء والقوائم بعينها حتى لا يتم تفتيت الأصوات". وفى تعليقه على تصرف الكنيسة أكد المفكر القبطى جمال أسعد عبد الملاك أن الكنيسة مصممة على أن تلعب دورًا سياسيًّا ضد الإسلاميين، مشيرًا إلى أن دعم الكنيسة لتحالف الكتلة المصرية - وهو تحالف يضم عددًا من القوى العلمانية واليسارية ومن بينهم حزب "المصريون الأحرار" - ونجيب ساويرس غرضه إرسال رسالة بأن الكنيسة تقف بجانبه ضد الإسلاميين. الجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتى ضمن سلسلة طويلة من التصريحات المحرضة التى دأب ساويرس على إطلاقها منذ نجاح الثورة المصرية، والذى أعرب فى وقت سابق- تخوفه من وجود التيار الإسلامى فى الشارع المصرى، معتبرًا أن ذلك "سيضر بالديمقراطية وسيجهض الدولة المدنية التى يحلم بها الليبراليون". وقال: "إذا سيطروا (أى الإسلاميين) على حكم مصر من خلال حصولهم على الأغلبية بمجلس الشعب، وسيطروا على منصب الرئاسة فإنه سيترك مصر ويعيش فى الخارج؛ لأن وقتها البلد سيسيطر عليها المتطرفون الذين سيكفرون علينا عيشتنا" تأتى هذه التصريحات فى وقت يستعد فيه ملايين المصريين للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم فى البرلمان القادم فى خطوة ينظر إليها المراقبون على أنها بوابة العبور من الأزمة الحالية والبداية الفعلية للتحول الديمقراطى.