فى التحقيقات التى جرت مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلى عن قتل الثوار ،قال السيد منصور العيسوى وزير الداخلية الحالى فى شهادته أن إطلاق النارعلى المتظاهرين لا يمكن أن يتم إلا بأمر من رئيس الجمهورية .وفى الأحداث التى وقعت يوم 19 نوفمبر وما بعده شاهدنا الشرطة تطلق النار بعنف على المتظاهرين لقتلهم عمدا مع سبق الإصرار ،وربما شاركت فى ذلك بعض القوات المسلحة ،ولكن القاتل الرئيسى هو قوات الشرطة.وهذا يطرح السؤال الآتى: من الذى أمر بإطلاق على المتظاهرين المصريين و قتلهم عمدا مع سبق الإصرار ؟؟ إن الصور التى شاهدناها تذكرنا بقتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين عمدا بإطلاق النار عليهم. فقد وزع متظاهروا التحرير، مساء الاثنين 21 نوفمبر، منشورا يحمل صورة أحد ضباط الداخلية يحمل فى يده بندقية آلية، ومتهم فى قتل وإصابة المتظاهرين فى أعينهم، خلال اليومين الماضيين بالقصد.ورصد المنشور مكافأة مالية قدرها 5 آلاف جنيه لمن يعثر على الضابط صاحب الصورة المتهم فى إصابة وقتل المتظاهرين، كما وضعوا رقم هاتف محمول للتواصل معهم.وكان عددا من النشطاء السياسيين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعى قد نشروا صورا للضابط على صفحات الفيس بوك مكتوبا عليها حيا أو ميتا، ويقوم فيها الضابط بترصد إصابة المتظاهرين فى أعينهم. لقد أطلق الضابط القناص النار على أحد المتظاهرين فإصابه فى عينه ،فهنأه أحد معوانيه على هذا الإنجاز قائلا "برافو ياباشا ..جت فى عين أمه .." وقد نشرت صحيفتا المصرى اليوم ونهضة مصر الصادرتان يوم23 نوفمبر صورة لذلك الضابط القناص ويدعى "محمود صبحى الشناوى " كما ذكرت المصرى اليوم ، أو "محمد صبحى الشناوى " كما ذكرت نهضة مصر ،التى أشارت فى خبرها ايضا إلى أن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان قد تقدمت ببلاغ ضده إلى النائب العام باعتبار أنه واحد من الذين تم رصدهم فى مشاهد فيديوأثناء اشتراكه مع مجموعة من ضباط الأمن المركزى فى إطلاق النار على المتظاهرين. .والواضح من الصورتين المنشورتين له فى هاتين الجريدتين أنه برتبة الملازم أول وينتمى إلى قوات الأمن المركزى. من الذى أصدر الأمر بإطلاق النار؟ هذا ما لم يشر إليه السيد المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى البيان الذى أذاعه على الشعب مساء يوم الثلاثاء 22 نوفمبر. إذا كان الأمر قد صدر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،فيكون بذلك قد فقد شرعية وجوده ،وأصبح وجوده غير مشروع . فإذا لم يكن الأمر قد صدر منه فنعود إلى نفس السؤال : من الذى أصدر الأمر بإطلاق النار ؟ لماذا لم يعلن عنه وتتخذ إجراءات سريعة لمحاكمته؟ من العبث أن نسأل عمن قتل فعلا ، فهناك تحقيقات سوف تجرى بطبيعة الحال ،ولو كنا قد عرفنا من الذى قتل الناس فى بداية الثورة وتم القصاص منهم لما تكرر الأمر، وسوف ترسى على المجرم "المجهول "الذى ربما تقيد ضده هذه الجرائم. إن البطئ والمط فى محاكمة حسنى مبارك ونظامه أيا كانت أسبابه القانونية والإجرائية وعدم توقيع القصاص ليس من العدالة فى شئ ،بل هو الظلم بعينه. لا أصدق أن مبارك ورجاله وأولاده مسجونون فعلا كباقى المساجين.إنهم فى طره لاند ،الفندق ذات السبع نجوم ، تحميهم الدولة من غضب الشعب الذى إذا تمكن منهم فربما ينزل بهم ما أنزله الشعب الليبى البطل فى القذافى والأولاده ورجاله. وسبحان المنتقم الجبار. رئيس حزب الأصالة.