أكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل الجمعة أنَّ التهديدات الصادرة عن الحكومة الاسرائيلية عقب الإعلان عن اتفاق تنفيذ المصالحة بين حركتي فتح وحماس "لا تخيفنا بل تؤكِّد أن المصالحة هي الطريق الصحيح لشعبنا". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن الخميس عقب لقائه خالد مشعل في القاهرة بدء شراكة فلسطينية جديدة لتفعيل المصالحة المتعثرة منذ أكثر من ستة أشهر بين الحركتين، في خطوةٍ سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى التنديد بها. وقال مشعل في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": إنَّ "هذه التهديدات من حكومة نتنياهو وعقد مجلس أمني مصغر لا تخيفنا بل تؤكِّد لنا وتطمئننا أننا نسير في الطريق الصحيح؛ طريق المصالحة". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب الخميس عن أمله بأن يقوم عباس "بوقف عملية المصالحة مع حماس"، وذلك بعد أن دعا مرارًا الرئيس الفلسطيني إلى التخلِّي عن اتفاق المصالحة مع حماس و"اختيار السلام مع إسرائيل" بدلاً منه مع حماس!. من جهته، شدَّد عباس على أنّ قيادة المفاوضات تعود إليه كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، رافضًا اعتراضات رئيس الوزراء الاسرائيلي. وقال مشعل: "لا يغضب الشعب الفلسطيني ولا يخيفه أي شيء له مصلحة فيه"، متسائلاً: "لماذا نتخوف فالعدو يمارس ظلمه اليومي بحقّ كل أطراف الشعب الفلسطيني وإسرائيل مارست وما زالت تمارس كل العدوان والاعتداء والظلم بحق الشعب الفلسطيني". وقال مشعل: إنَّ لقاءه وعباس في القاهرة الخميس كان "أول لقاء مطوَّل وكان فيه حوار معمَّق حيث جلسنا وحدنا مدة ساعتين ثم التحق بنا الوفدان لمدة ساعتين أي أن مدة اللقاء كانت أربع ساعات". وأوضح أنَّ اللقاء "ركّز على بحث قضايا منظمة التحرير والملف السياسي والمصالحة وتوافقنا على موعدين، أولهما في العشرين من الشهر المقبل وسيكون اجتماعًا للفصائل الفلسطينية لمتابعة تنفيذ ملفات المصالحة وملف الحكومة". وأضاف: "سيكون اجتماع آخر في الثاني والعشرين من الشهر المقبل للجنة منظمة التحرير الفلسطينية لتنفيذ ما اتفق عليه بشأن منظمة التحرير حول إعادة بناء المنظمة وتطويرها وكما سنبحث الموضوع السياسي والانتخابات القادمة". وأكّد أنه "من السابق لأوانه الحديث عن أن حماس سترشح أي مسئول لمنصب الرئاسة الفلسطينية". وأشار الى أنه بعد اجتماعه مع عباس "أصدر تعليماته إلى قيادة حماس في الداخل والخارج لاعتماد خطاب إعلامي وسياسي لا يعكِّر الروح التصالحية والإيجابية التي سادت بل يعبِّر بصدق عن أجواء المصالحة". وقال مشعل: "اتفقنا على إنهاء ملف المعتقلين وضرورة الإفراج عنهم خلال الأيام القادمة وسنتابعه عمليًا"، مؤكدًا "نريد أن يشكل لقاء الخميس حافزًا جديًا إضافيًا لطي ملف المعتقلين". وأضاف: "لذلك اعتبر هذا اليوم يومًا مهمًا وأرجو أن تكون الأيام القادمة بمستوى المسؤولية على غرار ما جرى أمس من صراحة وشفافية وجدية". وطالب مشعل "كلَّ القوى الفلسطينية أن تسعى لتحقيق المصالح الوطنية وأن تعطي الأولوية لترتيب بيتنا الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والتفاهم على البرنامج السياسي وعلى ملف منظمة التحرير الفلسطينية"، معربًا عن أمله في "أن لا يستجيب الأخ الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكل الضغوط، كما نأمل أن نبنِي خطوات عليها في المرحلة القادمة".