علمت "المصريون" أن اتصالات مكثفة جرت بين مسئولين رفيعى المستوى بالإدارة الأمريكية واللواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، جرى خلالها التطرق لجميع التطورات التى شهدتها مصر بدءا من وثيقة المبادئ فوق الدستورية، مرورا بمليونية "المطلب الواحد" يوم الجمعة الماضية، وما تلاها من مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين أصروا على الاعتصام بميدان التحرير لحين الاستجابة لمطالبهم. وكشفت مصادر مطلعة ل "المصريون" أن واشنطن طالبت المجلس العسكرى بضرورة تحديد جدول زمنى لنقل السلطة خلال عام 2012 وعدم مد الفترة الانتقالية، فى ظل مخاوف من تدهور الأوضاع مع استمرار أجواء الاضطراب السياسى بالبلاد، وسط اتهامات من جانب القوى السياسية للمجلس بالرغبة فى الاستمرار بالحكم. وأوضحت المصادر أن واشنطن حذرت من خطورة حالة الغموض التى تسود مصر حاليا مقترحة على المجلس العسكرى وضع خريطة طريق لتسليم السلطة تتضمن التزاما بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال العام القادم على أقصى تقدير فى ظل المخاوف الشديد التى تنتاب واشنطن من عودة أجواء الثورة والغضب إلى مصر مجددا. ونصحت واشنطن المجلس بعدم تكرار الأخطاء التى ارتكبها النظام السابق وتقديم مقترحات بناءة وإجراءات سريعة لتعزيز الثقة بين القوى الفاعلة والصاعدة فى المجتمع المصرى، والعمل على استعادة الثقة بينه وبين هذه القوى باعتبار أن أحداث التحرير قد تؤثر بالسلب على مصداقية الجيش أمام الرأى العام. ودعت واشنطن المجلس لإجراء حوار وطنى خلال المرحلة القادمة وامتلاك زمام المبادرة، بحسب المصادر ذاتها. من جانبه، أكد الدكتور وحيد عبد المجيد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" أن هناك قلقا دوليا بشكل عام على تطورات الأوضاع فى مصر وهو قلق يمكن أن يقود لضغوط على صانع القرار فى مصر لتحديد جدول زمنى واضح لتسليم السلطة لحكومة مدنية ورئيس منتخب. ولفت فى تصريح ل "المصريون" إلى أن العلاقة بين واشنطن والمجلس الأعلى تمر بحالات شد وجذب، لاسيما أن الإدارة الأمريكية تبدى رغم مخاوفها من هيمنة الإسلاميين على المشهد السياسى رغبة فى إتمام الاستحقاق الانتخابى فى ظل مساعيها لمنع تفاقم الأوضاع فى مصر والأضرار البالغة التى قد تصيب مصر جراء ذلك.