بررت صحيفة «التايمز» البريطانية، دعوة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى زيارة بريطانيا، مشيرة إلى أن الدول الغربية تتعامل مع النظام القائم في العالم العربي كما هو موجود، وليس كما تتمنى وجوده. وحددت الصحيفة في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان «حليف مستبد»، 3 مبررات لاستقبال الرئيس السيسي رغم سجله القمعي ضد المعارضة المحلية، طبقًا لوصفها. وقالت الصحيفة إن سبب الدعوة مرتبط بكون مصر حليفا، باعتبار أن مصر هي بلد مهم لبريطانيا، وفقًا لثلاث اعتبارات أولا لأن مصر، تقاتل في حرب عادلة وضرورية ومباشرة ضد الجهاديين، ولم تعد شبه صحراء سيناء منطقة آمنة لجماعة ترغب بإقامة خلافة ثيوقراطية، وتلغي الحضارة الغربية، ثانيا لم تعد حركة حماس في عدوانها ضد إسرائيل تحظى بدعم من مصر، كما كان الوضع في عهد مرسي، ثالثا تعد مصر قوة إقليمية تعارض التوسع الإيراني النووي. وترى الصحيفة في الزيارة مناسبة لرئيس الوزراء البريطاني للضغط على السيسي حول قضايا حقوق الإنسان، وتقول: "ليس أفضل لديفيد كاميرون من الضغط على السيسي من مقابلته وجها لوجه، ومن الضروري أن يفعل رئيس الوزراء هذا لئلا يستنتج الإصلاحيون في مصر وبقية العالم العربي أنهم أصبحوا وحدهم، ومع ذلك فهم لن يكونوا موجودين في اللقاء، ولكن السيسي سيكون موجودا. ورغم وجود الحقيقة الدبلوماسية الغاشمة، إلا أن بريطانيا لديها الكثير من القضايا المشتركة التي يجب أن تبحثها مع مصر". وأضافت: "صحيح أن السيسي قام بالإطاحة برئيس منتخب، ولكنه فعل هذا وبلا جدال عبر دعم شعبي هائل ضد نظام أساء استخدام سلطاته، ودفع مصر نحو حافة الانهيار، فقد فاز محمد مرسي، وهو من الإخوان المسلمين، بأغلبية ضئيلة في الانتخابات الرئاسية لغام 2012. وبدلا من تبني الدستورية قام مرسي وبشكل ثابت بتعزيز سلطاته المطلقة في تعديل دستوري". وتابعت: "هذا هو السياق الذي سيلتقي فيه كاميرون بالزعيم المصري، فدبلوماسية الديمقراطيات الغربية ظلت مع مصر متقلبة، وتتسم بقصر النظر، منذ نصرها غير المتوقع عندما قام أنور السادات بالتخلي عن تحالف بلاده مع الاتحاد السوفييتي في السبعينيات من القرن الماضي، فيما دفع الدعم الأمريكي للسادات وخلفه حسني مبارك بالقلق الأمريكي لحماية معاهدة السلام مع إسرائيل، ولم يلتفت الأمريكيون للقيادة المصرية المستبدة". وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن هذا كله يجعل من دعوة كاميرون للسيسي مبررة، وتضيف أن "هذه هي مظاهر قلق بريطانيا وحلفائها، فمصر تعد من أكثر الدول سكانا في المنطقة، ولو لم تكن لبريطانيا علاقة استراتيجية مع السيسي، فلن تكون لها فرصة لممارسة الضغط عليه؛ من أجل إعادة الديمقراطية، وفتح مؤسسات الدولة. وستكون قد تخلت عن حاكم تشاركه في المصالح، وأعداؤه يمثلون تهديدا أبديا".