توقع خبراء ومتخصصون في قطاع الإنتاج الحيواني، أن تلجأ الحكومة إلى عدة بدائل لاحتواء عزوف المواطنين عن تناول اللحوم خلال شهر رمضان بعد فضيحة "لحوم الحمير" التي تم اكتشافها أخيرًا بمزارع بالفيوم، واتضح منها أن أكثر المحلات شهرة في مصر تستورد لحومها من تلك المزارع وذلك لإعداد وجبات "الكفتة والسجق والكبد والحواوشي". وتوقع البعض أن تطرح الحكومة "لحومًا مستوردة" على أنها "بلدية"، كما حدث مع شحنة اللحوم المستوردة من أورجواي التي تم بيعها في الأسواق على أنها لحوم بلدية، بالإضافة إلى خفض أسعار اللحوم الموجودة بالأسواق، في محاولة للتغطية على فضيحة "لحم الحمير". واعتبر الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، أن "لجوء الحكومة إلى لحوم العجول المستوردة من أورجواي في المجمعات الحكومية على أنها لحوم بلدية سيُتيح الفرصة للجزارين بالذبح والختم بخاتم اللحوم البلدية"، قائلاً: "مادامت الحكومة نفسها تختمها بخاتم اللحوم البلدية وتبيعها للغلابة على أنها لحوم بلدية لذلك فقد باعت العجول المستوردة للجزارين وتم بيعها للشعب على كونها لحومًا بلدية". وأضاف نور الدين ل "المصريون"، أن "القانون ينص على حتمية أن تقضي العجول الحية المستوردة مدة ستة أشهر في مصر وتعلف من الأعلاف البلدية حتى يتم الاعتراف بها كلحوم بلدية تُختم بالخاتم الأحمر وبخلاف ذلك تباع على كونها لحومًا مستوردة طازجة وتختم بالخاتم الأزرق للحوم المستوردة". واتهم، وزير التموين بأنه "غش الجميع علانية وباع اللحوم المستوردة على أنها لحوم بلدية وتصريحاته تملأ جميع وسائل الإعلام بشأن توريطه للحكومة في بيع اللحوم المستوردة على كونها بلدية، مؤكداً أن الدولة ليس لها صالح في ذلك". وتابع قائلاً: "يجب معاقبة وزير التموين بتهمة تعمد غش المستهلكين وبيع اللحوم المستوردة على كونها لحومًا بلدية بنفس الطريقة التي يتم تحويل الجزارين المخالفين للنيابة وكونه وزيرًا للتموين فينبغي أن تكون محاكمته عاجلة". وأضاف "ما حدث هو ارتفاع أسعار اللحوم البلدية عند الجزارين ووصولها إلى 90جنيها بعد أن أيقن الجزارون غش الدولة للمواطنين وبالتالي فإذا بيعت اللحوم المستوردة بسعر 57 جنيهًا فإن اللحوم البلدية ينبغي أن تكون بضعف الثمن لذلك زادت أسعار بيع اللحوم البلدية ووصلت إلى 90 جنيها بدلاً من 70 جنيهًا". من جانبه، قال لطفي شاور، مدير إدارة التفتيش بالسويس والخبير البيطري، إن "محاولات الحكومة للتغطية على أزمة لحوم الحمير ستكون مثل سابقيها حينما حاولت التغطية على اللحوم الفاسدة"، مقللاً في الوقت ذاته من احتمالية عزوف المواطنين عن شراء اللحوم خلال شهر رمضان وذلك لارتفاع الكثافة السكانية. يُذكر أنه تم ضبط مزرعة بالفيوم تحتوي علي 140 حمارًا مذبوحًا كانت في طريقها إلي القاهرة، وذلك لتدخل في منتجات اللحوم بأشهر محلات إنتاج الوجبات الغذائية بالقاهرة، الأمر الذي أثار خوف المواطنين من وجود لحوم "حمير" بالأسواق، ولاسيما مع دخول شهر رمضان المعظم.