الداخلية: حملاتنا مستمرة.. ونقابة البائعين ترد بتخصيص أماكن هل ما زالت أزمة الباعة الجائلين مع الحكومة مستمرة، بعد إغلاق الأخيرة كل منافذ التفاوض مع أكثر من 6 ملايين بائع متجول منتشرون بشوارع العاصمة؟! فبعد 25 يناير والانفلات الأمني امتلأت الشوارع بالباعة الجائلين, والأسواق العشوائية التي انتشرت بشوارع وميادين القاهرة مستغلين حالة الانفلات الأمني التي تسببت في التكدس المروري وتقدم ملايين المواطنين بشكاوى بسبب التكدس المروري، فكان لابد من وجود حلول بدأت بحملات أمنية موسعة لرفع كل الإشغالات بمنطقة عابدين وطلعت حرب ورمسيس حتى وصلت إلى العتبة وتم تحريرها من الباعة الجائلين وتعيين خدمات أمنية ثابتة لضمان عدم عودتهم مرة أخرى مع توفير لهم أماكن مخصصة.
"هيبة الدولة تعود بحملات على الباعة الجائلين بالعتبة"
قال اللواء أسامة بدير، مدير أمن القاهرة، إن عودة هيبة الدولة ستكون من خلال شن مزيد من الحملات لرفع كل الإشغالات، والقضاء على تجمعات الباعة الجائلين، والأسواق العشوائية التي انتشرت مؤخرًا بشوارع وميادين القاهرة، مستغلين حالة الانفلات الأمني عقب ثورة يناير، مضيفًا أن هذه الحملات تأتى لحماية المواطنين، وإعادة الانضباط لشوارع العاصمة، والقضاء على التكدس المروري، وإعادة فتح الشوارع المغلقة ورفع معظم السيارات المخالفة، وتحرير محاضر لأصحابها مؤكدًا أن السرية كانت العنصر المهم في تنفيذ الحملة وشرطة مرافق القاهرة، والأجهزة التنفيذية بالمحافظة وحى الموسكي. وبدأت من شارع ميدان العتبة، مرورًا بشارع البوسطة أمام سنترال العتبة، وشارع الجوهري، ويوسف نجيب، وباب شرق، وشارع التطوير، ومنه اتجهت إلى شارع عبد العزيز، وشارع الجيش، وشارع الأزهر بالتقاطع مع شارع بورسعيد، وقامت الحملة برفع إشغالات الباعة بالميدان، والشوارع، وإخلاء الأرصفة، وإزالة أطنان من مخلفات القمامة.
وأشار إلى أن الهدف من الحملة ليس محاربة الباعة الجائلين، أو قطع أرزاقهم، ولكن هذا لا يعني أن نتركهم يحتلون نهر الطريق وإغلاقه، واحتلال أرصفة الشوارع. من جهته أكد اللواء إبراهيم الزيات، مدير الإدارة العامة لمرافق القاهرة، أن تطهير ميدان كان إجراءً ضروريًا لابد منه لمنع تشويه الميدان من شكله الجمالي، وتواصل قوات الأمن إخلاء ميدان العتبة من الباعة الجائلين، موضحًا أن القانون فوق الجميع، ولابد من تنفيذه بكل قوة وحزم، مشيرًا إلى أن تطهير ميدان العتبة من الباعة الجائلين، لكن لابد من توفير أماكن للباعة الجائلين بمنطقة أخرى خلال الفترة المقبلة وذلك من خلال التنسيق مع الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة.
"مذبحة الباعة الجائلين تتضاعف بإخلاء ميدان العتبة"
أخلت الدولة منذ فترة شارع 26 يوليو ومنطقة وسط البلد وميدان رمسيس من الباعة الجائلين، ونقلهم إلى الترجمان وأحمد حلمي، ليأتي الدور على ميدان العتبة الذي يستوعب 4500 بائع، في خطوة وصفتها الحكومة ب"عودة القاهرة إلى رونقها". وتجاهلت الدولة مصير آلاف الباعة الجائلين، الذين يعانون من القرار، فحين تم توفير أماكن مخصصة لهم بسوق الترجمان كبديل عن وسط البلد وشارع 26 يوليو لم تُحل الأزمة، وصرخ الباعة بسبب عزوف المواطنين عنهم.
"نقابة الباعة الجائلين تدافع عن أعضائها بتوفير أماكن مخصصة لهم"
على إثر ذلك، قررت نقابات الباعة الجائلين، البدء في إجراءات تكوين "اتحاد نوعى" لهم، وتشكيل هيئة مؤقتة لاستكمال خطوات التفاوض نيابة عن الباعة الجائلين؛ لبحث المشاكل المعلقة والوصول إلى حل مناسب، وذلك في ضوء ما يوجهونه من تحديات وأوضاع معيشية صعبة.
أكد رئيس نقابة الباعة الجائلين أن النقابة تسعى دائمًا للتواصل مع محافظة القاهرة لتلبية مطالب الباعة في ظل صعوبات كثيرة واجهت النقابة منذ يومها الأول ولكن الوضع الآن تغير بعد أن تولى وزير القوى العاملة هو أحد أبناء النقابات المستقلة.
وأشار إلى مشروع محافظة القاهرة القومي لحل مشكلة الباعة الجائلين، حيث تم تشكيل لجنة فعلية قامت بمعاينة فعلية للأماكن بدأت بحي رمسيس تحت إشراف اللواء محمد أيمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة والمشرف على المشروع.
وأضاف أنه تم تجهيز وحدات للباعة الجائلين تم تسليم معظمها إلى الباعة في حي الأزبكية حيث يبدأ العمل الفعلى بعمارة رمسيس فتم توفير 88 وحدة بالعمارة، وجارٍ تجهيز مبنى خلف مسجد الفتح، وأيضًا توفير مكان أمام مصلحة الطب الشرعي وكوبري أكتوبر، مؤكدًا أن المشروع سيبدأ بحي الأزبكية ثم ينتقل تدريجيًا إلى باقي الأحياء حتى يتم القضاء على الظاهرة تمامًا وخلال ثلاثة شهور لن يوجد أي بائع متجول في الشارع، مشيرًا إلى أن الوحدات يتم تسليمها إلى البائع المتجول بوصل كهرباء بعد تسديد ثمنها إلى يصل إلى 2650 غير قيمة الإيجار، التي تصل إلى 300 جنيه شهريًا بجانب توصيل الكهرباء إلى الوحدة بصورة رسمية وتزويدها بعداد كهرباء لتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والقضاء على جميع الجوانب السلبية والمحافظة على المنظر الحضاري وتيسير حركة مرور السيارات والمارة.
وأوضح أن المشروع بالكامل يكون على حساب البائع الجائل عن طريق تسديد قيمة الوحدة بأكملها.
تم إنشاء نقابة الباعة الجائلين في 2012/9/26 بتصريح من وزارة القوى العاملة وتحمل حساب بنكي، والنقابة تسعى دائمًا للدفاع عن حقوق البائع الجائل في ظل الثورات المتكررة والصراعات السياسية التي تناسى المسئولون خلالها هموم المواطن البسيط، حيث سعت النقابة جاهدة للتواصل مع المسئولين لتوفير أماكن بديلة وتم التنفيذ بالفعل في حي الأزبكية وسيمتد إلى باقي الأحياء، وأن في حالة عودة البائع المتجول إلى الشارع مرة أخرى سوف تطبق عليه العقوبة مغلظة طبقًا لقانون 105 لسنة 2012 ويتم إنشاء عدد من النقابات المستقلة للباعة الجائلين فى عدد من المحافظات على رأسهم محافظة القاهرة ثم محافظة الإسكندرية والسويس وأسيوط والفيوم والجيزة بالتنسيق مع المحافظات ووزارة القوى العاملة وسوف يمتد إلى جميع محافظات الجمهورية.
وقال عبد الرحمن أمين مدير عام النقابة إن هذه النقابة تعتبر الأولى من نوعها في العالم وتم بعدها إنشاء نقابة في جنوب أفريقيا للدفاع عن حقوق البائع المتجول.
وأشار إلى أن عدد الباعة الجائلين يصل إلى مليون بائع في القاهرة، أما الغرفة التجارية تقول إن عدد الباعة الجائلين يسجلون 91 ألف بائع فقط وهذا مخالف للواقع، مؤكدًا أنه في غضون ثلاث شهور سيتم القضاء على الظاهرة نهائيًا بالتنسيق مع المحافظة.