أشادت المعارضة الرواندية، اليوم السبت، بالموقف الإيجابي الذي تبنّته واشنطن حيال الانتخابات الرئاسية في رواندا، والمقررة في 2017. وقال المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية المكلّف بالشؤون الإفريقية، رودني فورد، في تصريح صحفي: "نحن ملتزمون بدعم الانتقال السلمي والديمقراطي في 2017، من أجل أن يتمّ انتخاب رئيس جديد للبلاد من قبل الشعب الرواندي". وخلّف الموقف الأمريكي الراحة والرضا لدى جزء من المعارضة الرواندية، حيث قال رئيس حزب الخضر المعارض، فرانك هابينيزا، في تصريح للأناضول، إنّ "البيان الصادر عن الولاياتالمتحدة (الأمريكية) يمنحنا القوة في معركتنا، خصوصا وأننا قمنا، مؤخرا، بإيداع عريضة إلى البرلمان (الرواندي)، ضمّناها رفضنا للموجة المؤيّدة لتمديد فترة رئاسة بول كيغامي (الرئيس الرواندي الحالي)". أمّا من جانب النظام، فقال مسؤول بقسم الاتصالات، مفضّلا عدم الكشف عن هويته للأناضول، أنّ "الموقف لا يعدّ رسميا، وإنّما هو مجرّد تبادل عبر البريد الإلكتروني بين موظف من قسم بوزارة الخارجية الرواندية مع آن غاريسون (الصحفية والناشطة في مجال حقوق الانسان في الولاياتالمتحدةالأمريكية)، وهي من المعارضين للحكومة الرواندية. الدستور صوّت عليه الشعب الرواندي، وإن كان لا بدّ من إقرار تغيير، فهو وحده (الشعب) من سيقوم بذلك". ووفقا للدستور الرواندي، تنتهي الولاية الرئاسية الثانية والأخيرة لكاغامي نهاية 2017. غير أنّ البرلمان تلقى/ منذ مايو/ أيار الماضي، عرائض مختلفة، من أنصار النظام الحاكم، داعين من خلالها إلى تجاوز القيد الذي تفرضه المادة 101 من الدستور، والقاضية بأن لا تتجاوز الولايات الرئاسية الفترتين تدوم كل منهما 7 سنوات. وشرع البرلمان الرواندي، منذ أمس الجمعة، في النظر في حوالي 3 مليون عريضة تدعو إلى إصلاح الدستور، بحسب مصادر حكومية، وذلك في أجل أقصاه أغسطس/ آب المقبل، للحسم في هذه القضية. وفي اليوم نفسه، أي الجمعة، أعلنت واشنطن موقفها المؤيّد لانتخاب رئيس جديد للبلاد في 2017. ويأتي موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية في وقت تشهد فيه بعض البلدان الافريقية أزمات سياسية وأمنية. فإثر إسقاط الرئيس البوركيني بليز كمباوري، عبر إنتفاضة شعبية ألهبت الشوارع وأجبرته على الاستقالة والفرار من البلاد، أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كاد انقلاب عسكري أن يطيح بحكم الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا، وذلك في خضم موجات احتجاجية عارمة مناهضة لترشحه لانتخابات يونيو/ حزيران المقبل، خلفت ما لا يقل عن 47 قتيلا، بحسب إحصاء خاص بالأناضول.
والتوتّر ذاته يسود، منذ فترة، الكونغو الديمقراطية، حيث لازالت محاولات الرئيس جوزيف كابيلا الرامية للترشح لولاية رئاسية ثالثة "غير دستورية" تثير جدلا واسعا في البلاد.