استقبلت مدينة بئر العبد، بمحافظة شمال سيناء، تحديدًا قرية الخروبة المؤتمر الثاني، الذي نظمه المجلس القومي للقبائل العربية والمصرية في ختام زيارته لمحافظة شمال سيناء؛ بهدف دعم الدولة ضد الإرهاب، مؤتمرًا جماهيريًا شهد حضورًا مكثفًا لأبناء القبائل العربية والمصرية وشيوخ وعمد ورموز وعواقل القبائل واللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء. ومن جانبه، أشاد الربان عمر المختار صميدة، رئيس المجلس، بوقفة الصمود والكرامة التي يقفها رجال القوات المسلحة وأبناء القبائل العربية والمصرية والتي وصفها بوقفة «رجل واحد» لحماية أمننا القومي، مشيراً إلى أن أمن واستقرار سيناء لن يتحقق إلا بالتنمية المستدامة وهنا يأتي دور المجلس في مشاركة القيادة السياسية في إستراتيجية تنمية سيناء، وذلك من خلال رؤية تنموية يتبناها المجلس للمساهمة في تنمية المناطق الحدودية بالجمهورية، من خلال شركة قابضة سيؤسسها المجلس برأس مال مليار جنيه. وأوضح «صميدة» أن المجلس سيقدم مشروعًا تدريبيًا كاملاً لشباب القبائل العربية والمصرية لتبادل الثقافات والخبرات. وأعلن عن أن المجلس القومي جاء لأهالي بئر العبد محملاً ب«15 طنًا مواد غذائية» وعددًا من الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتجهيز عيادة أسنان للمستشفي العام بالمنطقة، بالإضافة إلى وحدة غسيل كلوي للحالات الأكثر احتياجًا وعدد من ماكينات الخياطة لمساعدة المرأة المعيلة على مواجهة ظروف الحياة، مضيفاً أنه سيتم تقديم مقترح لوزارة الأوقاف لبناء معهد أزهري للفتيات ليكون ساحة لتلقي تعاليم الدين الحنيف ومفاهيمه الوسطية الصحيحة. وفي نفس السياق، قال الشيخ سليمان الزملوط، رئيس الهيئة العليا للمجلس، وأحد وجهاء قبيلة «البياضية» التي أشرفت على تنظيم المؤتمر وعُقد في ديوانها الخاص، إن وجود الحشد الذي جاء من كل أنحاء مصر ما هو إلا دلالة على أن القبائل العربية ستعود بقوة لدورها الريادي في الحفاظ علي أمن واستقرار الوطن وكافة المناطق الحدودية بالتنسيق مع القوات المسلحة. وطالب «الزملوط» بتفعيل دور لجان المصالحة لسرعة العمل على إنهاء الخلافات والخصومات القبلية، وتفعيل دور القبيلة والعرف فى جميع أنحاء الجمهورية، وإشراك العرف القبلي في القضاء، وتشكيل لجنة من وجهاء القبائل والعواقل؛ يكون دورها تصحيح المفاهيم الخاطئة عن البادية والقبلية، موجهًا رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، طالبه فيها بتشكيل وزارة خاصة لشبة جزيرة سيناء، وأخرى لمحافظات الصعيد، يكون دورها تنمية تلك المناطق النائية، بالتعاون مع القبائل. وطالب بتفعيل خطة التنمية بشمال سيناء، بداية بإنشاء معاهد أزهرية بشمال سيناء؛ لتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، بالإضافة إلى توظيف شباب القبائل، وخلق فرص عمل لهم، حتى لا يكونوا فريسة للإرهاب، علاوة على عمل مصانع رخام وملح يخدم بالمحافظة، مؤكدًا أن الإرهاب لن يستمر، وأن رجال الجيش والشرطة بالتعاون مع أبناء القبائل، سيقضون على الإرهاب. وفي سياق آخر، قال العمدة أحمد رسلان، النائب الأول للمجلس، أن التاريخ لطالما سطر بطولات لأبناء سيناء في تاريخهم الحافل في الدفاع عن أرض الوطن منذ العدوان الإسرائيلي وأن المجلس سيكون الدرع الواقي بجانب قواتنا المسلحة وجزءًا لا يتجزأ من جيش مصر، مضيفًا أن المجلس سوف يعمل مع كل أجهزة الدولة المعنية بشئون القبائل المصرية من أجل لم شمل القبائل العربية والمصرية لوحدة الصف بلا تفرقة. كما أشار الشيخ حسن خلف، شيخ المجاهدين بسيناء والرئيس الشرفي للمجلس، إلى أن التاريخ لن ينسى ما قدمه أبناء سيناء من دم وعرق دفاعاً عن الوطن وطالب بترسيخ وتوثيق تاريخ قبائل سيناء الذين كان لهم بطولات وجولات في حرب أكتوبر العظيمة. ومن جانبه، قال اللواء هشام الشعيلي، نائب رئيس المجلس للأمن والتنظيم، «إننا جئنا من الصعيد ومن كل أنحاء مصر لأبناء العمومة في سيناء ولا ننسي أبدًا أنهم خط الدفاع الأول عن أمن وحدود مصر وأن كل قبائل مصر خلفكم وتساندكم في حربكم علي الاٍرهاب وسوف ننجح معاً إلي جانب قواتنا المسلحة البواسل في القضاء على الإرهاب». وأعرب اللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، عن بالغ سعادته برؤية القبائل العربية والمصرية مجتمعة على قلب رجل واحد في أرض الفيروز. وأكد «حرحور» أن ما تمر به سيناء ما هو إلا حدث استثنائي وسوف يمر ومسيرة التنمية في شمال سيناء سوف تستمر رغم كل التحديات التي تعرقلها، مشيرًا إلى أن أرض العبور والتحرير ستظل رغم أنف كل الكارهين والحاقدين وسوف ترتقي إلى مصاف القطاعات والمدن المتقدمة في مصر. وأكد محافظ شمال سيناء، أن أبناء القبائل العربية والمصرية هم قوة لمصر تحمي ولا تهدد وتشد أذر الوطن وترد كيد أعدائه، وقدم المحافظ درع المحافظة للربان عمر المختار صميدة، رئيس المجلس. شاهد الصور: