تجاهل متعمد لوسائل الإعلام المصرية للزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسى للمجر، حيث كثفت كاميرات الإعلام عدستها نحو زيارة السيسى لألمانيا فى حين أن زيارة السيسى كان لها شقان أحدها زيارة لألمانيا وأخرى ل"المجر". ورغم أن "المجر" تُعتبر من أفقر دول الاتحاد الأوروبى وأقلها استثماراً إلا أن زيارة السيسى لها، جعل البعض يتساءل عن الكواليس غير المعلنه لهذه الزيارة. يقول ممدوح الولي، الخبير الاقتصادى ونقيب الصحفيين الأسبق، أن زيارة "المجر" سياسية فى المقام الأول لعدة أسباب، أهمها أن المجر كانت من البلاد الاشتراكية فى زمن الاتحاد السوفيتى من ناحية، ومن ناحية أخرى التجاهل المتعمد لها فى زمن حكم الرئيس الراحل أنور السادات. وأكد "الولي" فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن المجر دولة ليس لها وزن أو ثقل لكى تختص بهذه الزيارة، مؤكداً أن المشروع الذى تم الاتفاق عليه وهو استيراد 700 عربة قطار، ليس هو الهدف الأساسى من هذه الزيارة. وأوضح، أنه لا يوجد أى إسهام واضح من المجر فى مجال بعينه، بغير العرض الأخير على مصر، بتوريد عربات القطار، مؤكدًا أن زيارات الرئيس ليس بالضرورة أن يكون لها مردود اقتصادي، فربما تأخذ شكلاً سياسيًا، مستدلاً بزيارة الرئيس السيسى للسودان وحضوره حفل تنصيب الرئيس السوداني. واستنكر "الولي" صمت اتحاد الصناعات المصرية، عن زيارة المجر، وتركيزه على زيارة ألمانيا، لافتًا إلى ضرورة أن يكون هناك شفافية وإفصاح طوال الوقت عن أهداف الزيارات الخارجية التى يقوم بها الرئيس. وعن زيارة السيسى لألمانيا، قال "الولي" إنه استمع لحديث تم إجراؤه مع المسئولين بالغرفة التجارية الألمانية العربية، والتى أكدوا فيها أنه لا توجد مشروعات ألمانية فى مصر بخلاف "سيمنز"، وأنه تم توجيه دعوة لمستثمرين ألمان بعدم الإتيان إلى القاهرة حاليًا، وذلك للظروف الاقتصادية وعدم قدرة المستثمر على تحويل أمواله إلى دولارات لنقص العملة. وربط نقيب الصحفيين الأسبق، بين زيارتى "ألمانيا والمجر"، قائلاً "الرابط الوحيد هو أن البلدين من دول الاتحاد الأوروبى وبالتالى فإن هناك تعاونًا اقتصاديًا قويًا وتسهيلات فيما بينهما وكل منهما مكملة للأخرى، وبالتالى فإن السيسى كان لديه رغبة فى ربط الزيارتين. وتأتى زيارة الرئيس السيسى للمجر، فى إطار زياراته التى طالت دولا فقيرة عدة، حيث كان السيسى قد قام بزيارات سابقة إلى اليونان وقبرص، وهما يُعانيان من مشاكل اقتصادية دفعت أحدها إلى طلب مساعدات من صندوق النقد الدولي. فى هذا السياق، يقول الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المجلس العربى للدراسات السياسية، إن زيارة الرئيس السيسى السابقة لليونان وقبرص لم تكن اقتصادية، وإنما كانت لتشكيل حلف قوى ضد تركيا التى تتبنى مواقف عدائية مع مصر. وأوضح "غباشي"، أن زيارة السيسى ل "المجر" ليست اقتصادية ولا سياسية وإنما هى زيارة أمنية فنية فى المقام الأول، والدليل على ذلك هو الاجتماعات التى تمت بين وزير الداخلية المصرى ووزير الداخلية المجري، وهذا لم يحدث فى زيارة "السيسي" لألمانيا.
واعتبر "غباشي" أن المجر قد تكون محطة للجماعات المتشددة والإرهابية، والتى قد تمثل مستقبلاً مصدر قلق للرئيس السيسى فى شرق أوروبا، لافتاً إلى أنه لا يفوتنا أن نذكر بالمعتقلات السرية التى كانت تبنيها الولاياتالمتحدة فى المغرب وبعض الدول العربية والأجنبية، مؤكداً أن الجماعات المتطرفة يمكنها الانتقال من بلد إلى آخر بسهولة. يُذكر أن الرئيس السيسى يقوم حاليًا بزيارة إلى المجر عقب زيارته إلى ألمانيا، فى زيارة رسمية الهدف منها التوقيع على مذكرة تفاهم لتوريد 700 عربة قطار، حسب المعلن من هذه الزيارة حتى الآن.