وصف الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الوقائع التي شهدها المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنه "مسخرة محلية في محفل دولي". وقال حسني عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "تابعت وقائع المؤتمر الصحفي للرئيس المصري والمستشارة الألمانية ... حديث "ميركل" واضح بخصوص وجود اختلافات في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي في علاقات الدول ولا شيء فيه يقلق في ذاته... حديثها عن التعاون العسكري جاء مشروطًا بمحاربة الإرهاب، كما أنها أكدت أنه حتى هذا التعاون المشروط هو قيد الدراسة". وأضاف "من ثم فإنني لا أجد مبررًا لتعليق البلالين من قبل البعض بشأن هذا التعاون، وعلى الكل أن يعرف أنه موضوع حساس ولابد له أن يعرض على البرلمان الذي يستخف به الكثيرون في معية الرئيس"!! واعتبر أن "مداخلات "السيسى" وردوده جاءت جيدة فى جزء كبير منها ... صحيح أنها ليست الردود القوية التى تعبر عن دولة قوية واثقة، لكنها كانت جيدة، ولا مجال هنا لبكائيات على اللبن المسكوب، وعلى الأخطاء التى ارتكبها النظام طيلة عامين وجعلتنا نقف موقف المدافعين الشارحين لأمور كان لابد أن تشرح نفسها على الأرض"!! ومضى حسني، قائلاً: "أقول إذن - بعيدًا عن هذه الملاحظة الأخيرة - أنها كانت مداخلات وردود جيدة فى مجملها، لكنها - وهنا تدخل المسخرة المحلية إلى المحفل الدولى - مداخلات وردود اختلطت بما يسئ وينقص من قيمتها ... مثلاً حديث السيسي لميركل وكأنه يخاطب المصريين، فيشير لها بإصبعه وكأنها تنتظر توجيهاته وهو يقول لها "ولازم تساعدونا"! ... حديثه لها قائلاً - بعفوية لكنها سقطة - "خللي بالك!!" ... السقطة الكبرى كانت حين وجه الشكر لجماهير المصريين التي قال إنها جاءت من ألمانيا وكل أوروبا ومن مصر لكي تثبت للألمان وقوف المصريين خلف نظامه وسياساته". وعلق أستاذ العلوم السياسية قائلاً: "حتى لو كان هذا الادعاء صحيحًا - وهو ليس كذلك - فإن الحديث عنه بهذا الشكل فى مؤتمر صحفى يجمعه بالمستشارة الألمانية أعتقده سقطة جاءت بنتيجة عكسية"!! واعتبر أن "المسخرة الكبرى هى أن ينبرى الصحفيون المصريون بالقاعة للتصفيق للرجل بشكل شعبوى مبالغ فيه، وأن يوجه له أحدهم التحية دون مبرر لنجاح سياسته الخارجية دون أن تصاحب أحكامه المجانية هذه سؤالاً للسيسى!! ... هذه أمثلة من سقطات ومساخر لها نكهة محلية من شأنها أن تثير استياءً لدى العقل الأوروبى، ولولاها لمر المؤتمر بشكل أفضل، أو لنقل أقل سوءًا".