حذرت دراسة امريكية النساء الحوامل اللاتي يعانين من الاكتئاب الحاد من خطورة الانتكاس في حال التوقف المفاجىء عن تناول العقاقير المضادة للاكتئاب اثناء الحمل. وقد اثارت نتائج هذه الدراسة الجدل حول مدى صحة الافتراض الذي كان سائدا في السابق من ان التغيرات الهرمونية التي تطرأ خلال الحمل قد تشكل حاجزا منيعا ضد الاكتئاب اذ ان ليس كل الحوامل يكن في افضل حالاتهن المزاجية اثناء الحمل. ونقلت هيئة الاذاعة الامريكية (اي بي سي) عن فريق الباحثين الذي اجرى هذه الدراسة في جامعة هارفرد الامريكية ان الانتكاسة القوية التي تتعرض لها الحامل لدى التوقف المفاجىء عن تناول مضادات الاكتئاب قد تضطر الطبيب المعالج الى اعطائها جرعات اكبر من تلك العقاقير في حالة معاودة العلاج من اجل الوصول الى حالة نفسية مستقرة الامر الذي يمثل خطرا اضافيا على الجنين. واكد بروفسور الطب مارك سيجيل من جامعة نيويورك ان اعراض الاكتئاب الشديد قد تكون اكثر خطرا على الجنين من تاثير مضادات الاكتئاب نفسها مشيرا الى ان ارتفاع نسبة التدخين وكثرة اللجوء الى المشروبات الكحولية الى جانب زيادة الضغط النفسي وقلة النوم تعتبر من العادات التي غالبا ما تلازم مرضى الاكتئاب وتشكل تهديدا على حياة الجنين اثناء الحمل. وردا على سؤال حول مدى خطورة تلك العقاقير على الجنين اوضحت الدكتورة مارجريت سبنيلي مديرة مؤسسة الصحة النفسية في نيويورك ان معظم مضادات الاكتئاب تعد امنة في حالات الحمل ويمكن استثناء بعض الادوية مثل (باكسيل) التي اظهرت التقارير انه قد يسبب عيوبا خلقية في المواليد اذا تم تناوله في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل. واضافت الدكتورة سبنيلي ان الولادة المبكرة ونقص وزن المواليد يعتبران ايضا من الاثار الجانبية النادرة نسبيا لبعض مضادات الاكتئاب. كما اشارت الى ان آثار الاكتئاب الشديد على الاجنة لا تقل خطورة حيث تتمثل في مواليد ناقصة النمو او الوزن والمشاكل الصحية الاخرى الناجمة عن نقص الاكسجين الذي يصل الى الجنين بسبب تراكم القلق الذي تعاني منه الحامل المصابة بالاكتئاب. واكدت الدكتورة سبنيلي على ان قرار الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب من عدمه يبقى في النهاية للطبيب المعالج الذي يجب ان يناقش هذا الامر مع المريضة في ظل دراسة المنافع والمخاطر الناتجة عن الاستمرار او التوقف عن المعالجة بالاضافة الى طرح بدائل اخرى عن العقاقير مثل العلاجات النفسية الشخصية والسلوكية.