أكد الدكتور محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام سابقًا، أن استقالته من جماعة "الإخوان المسلمين" بعد 43 عامًا أمضاها داخل الجماعة كان "ضروريًا"، وإن وصفه بأنه كان قرارًا "صعبًا جدًا"، وأشار إلى أن أجواء الحرية التى تعيشها مصر بعد الثورة كانت دافعه لتأسيس حزب "النهضة". وأضاف فى مقابلة مع برنامج "تسعين دقيقة" على فضائية "المحور"، إنه كان يتصور أن حسن البنا مؤسس جماعة "الإخوان" حرص على أن يكون هناك جماعة تعبر عن المذاهب الفقهية المختلفة، والمفترض أن يقابل التعددية المذهبية الفكرية تعددية فى المنهجية السياسية، وخاصة فى ظل الأجواء التى تعيشها مصر بعد الثورة. وعلى خلاف موقف الجماعة التى قررت فصل أى عضو ينضم لأى حزب خلاف حزب "الحرية والعدالة"، رأى حبيب أنه كان من الأفضل أن يكون هناك أكثر من حزب داخل الجماعة وتحت مظلته وليس فقط هذا الحزب، "لهذا رأيت أن انفصالى كان قرارًا ضروريًا". وتابع: "أظن لو كان البنا رحمة الله عليه لكان فعل هذه التعددية ولكن إخواننا فوجئت بهم يقررون حزبًا واحدًا ويقولون إن من ينتمى لحزب آخر سوف يفصل ومن سيؤسس حزبًا آخر سوف يفصل، ولهذا رغبت فى الانفصال وتأسيس حزب يعبر عن مبادئى ومنهجى السياسى الذى تمنيت أن يستوعبه الإخوان". وقال حبيب إنه استقال حتى يكون القرار "بيدى لا بيد عمرو، لأن مثلى لا يفصل من حيث تاريخى ومكانتى ومنزلتى لا أقبلها وقررت التخلى عن مناصبى داخل الإخوان ولكنى مازلت عضوًا فيها". واعتبر أن "الإخوان كيان بشرى يصيب ويخطئ يتعافى ويتمارض"، مقرًا بأن هناك "ديكتاتورية واستبدادًا" داخل الجماعة، "لكن بشكل عام هى أفضل الموجود"، وأرجع ذلك إلى "الظرف الذى مرت به الجماعة خلال عشر سنين تعمل فى ظل دولة بوليسية وتواجه قبضة حديدية فبالتالى كان مضيق عليها وملاحقة ومطاردة ومحظورة فانكفأت على ذاتها وازداد تلاحم أفرادها حفاظا على التنظيم من أن يتشقق ويتصدع وينفرط حبات عقدة". فى المقابل انتقد سلسلة القرارات الأخيرة داخل الجماعة، قائلا إن "الجماعة تبتعد عن القيم السياسية عندما تبتعد عن القيم الإسلامية، وبالتالى رأينا قرارات متشددة تجاه أعضاء "الإخوان" فى الفترة الأخيرة من تجميد وفصل وكل ذلك كان غريبًا على سياسة الإخوان". ووصف حبيب قرارات الجماعة بعد 25 يناير بأنها "غير موفقة، وهذا يعبر عن تصور خاطئ ومفهوم مغلوط لأن الاختلاف يثرى الكثير من الأفكار وينضج المعانى داخل الجماعة وإلا لما وجدنا شورى داخل الجماعة لكن المشكلة أننا لا نعرف أن نختلف، ولا نضع آلية لاستيعاب هذا الاختلاف". وأقر النائب الأول للمرشد سابقا بأن "كل قيادات الإخوان كانوا يختلفون لكن فى إطار آلية تحدد كيف نختلف وكيف نتفق حتى لو حصل اختلاف فى الرؤى وهذا مهم سواء للجماعة أو لغيرها"، إلا أنه يضع هذا فى إطار أن "الاختلاف سنة وإلا لكنا جعلناها فرد وليس جماعة"، بيد أن "ما أراه أن الجماعة فى الوقت الحالى لا تعرف الاختلاف، وتكلمنا كثيرا ولكن الصدور كانت تضيق والاستجابة محدودة ولكن هذا لا يفسد للود قضية". واستبعد أن يحصل "التيار الإسلامي" على أغلبية كاسحة فى الانتخابات القادمة، فيما وصفه ب "أكذوبة يروج لها العلمانيون لتفزيع الرأى العام بالداخل والخارج"، قائلا إنه لن يحصل على أكثر من 35% من المقاعد بالبرلمان المقبل والسلفيون فى حدود 15% و"الجماعة الإسلامية" فى حدود خمسة أو ستة مقاعد، فيما سيحصل التيار الليبرالى و"الفلول" وغيرهم على الثلث أو أقل من ذلك. وحول من سيرشحه للرئاسة، إعتبر حبيب أن "هذا كلام سابق لأوانه لأنه لم يتحدد بعد المرشحين والمسألة مازالت غير واضحة المعالم"، لكنه وصف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بأنه "شخصية جيدة"، وحمدين صباحى بأنه "شخصية جديرة بالتقدير"، وقال إن الأمر ذاته ينطبق على الدكتور محمد سليم العوا. وفيما يتعلق بحزب "النهضة"، قال "لم نتقدم بأوراق التأسيس ولكننا حريصون حرصًا شديدًا على أننا لا نقبل أى أعضاء ويكون هناك نوع من الانتقائية للأفراد الذين ينتمون لحزب النهضة دون النظر للعدد بل للكيف أن يكون العضو سمعته جيدة وعلى خلق وعنده استعداد للبذل والعطاء، وهناك عروض بالمئات، ولكننا نتريث كثيرا ".