تجدّدت الاحتجاجات المناهضة لترشح الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، لولاية رئاسية ثالثة تصفها المعارضة ب "غير دستورية"، اليوم الاثنين، في العاصمة بوجمبورا، غداة دفن المعارض زادي فاروزي، الذي قتل، مساء أمس الأول السبت أمام منزله في ضواحي العاصمة برصاص مجهولين، وفقا لمراسل الأناضول. ويأتي استئناف المظاهرات إثر يومين من الهدنة (السبت والأحد)، وغداة إعلان المعارضة تعليق الحوار مع الحكومة، عقب اغتيال فاروزي من قبل أشخاص مجهولين. وبحسب المصدر نفسه، فإنّ المتظاهرين أضرموا النار في سيارة نقل عمومي، في ضاحية كانيوشا، كما قطعوا، منذ فجر اليوم، الطرقات من جديد في العديد من المناطق التابعة لمدينة بوجمبورا، بغرض "ردع أولئك الذين يحاولون الذهاب إلى مقرات عملهم"، وفقا لما صرح به بعض المحتجّين للأناضول. وقال دومينيك نزيغاماسابو، وهو أحد المتظاهرين في ضاحية كانيوشا: "نريد أن نقول لأصحاب السيارات أنّ الخطر يتهددهم (في حال محاولتهم الذهاب للعمل)، وللمترجّلين غير المبالين بنضالنا، والذين يواصلون الذهاب إلى وظائفهم، بأننا سنأخذ أحذيتهم وسنشوّه وجوههم وملابسهم". وتماما مثل الأيام السابقة، لازم السكان منازلهم، رغم النداء الذي أطلقته وزيرة الوظائف العمومية في بوروندي، أنونسيات ساندازيراسا، نهاية الأسبوع الماضي، داعية البورونديين إلى استئناف أنشطتهم المهنية. وشيّع الآلاف من البورونديين، بعد ظهر أمس الأحد، في العاصمة بوجمبورا، جثمان أحد أبرز المعارضين في البلاد، ورئيس حزب "الاتحاد من أجل السلام والديمقراطية"، زادي فاروزي. وقتل فاروزي، رئيس "الاتحاد من أجل السلام والديمقراطية"، أبرز أحزاب المعارضة في بوروندي، مساء أمس السبت، في نغاغارا شمالي العاصمة بوجمبورا، وفقا لشهود عيان. وبحسب المصدر نفسه، فإنّ فاروزي كان أمام منزله حين اقتربت منه سيارة، واستهدفه ركابها المجهولون برصاص، فأردوه قتيلا بمعية أحد حراسه الشخصيين، فيما أصيب اثنين من رجال الشرطة بجروح. ومع أنّ الرئاسة البوروندية أدانت، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، حادثة الاغتيال، إلاّ أنّ الأمينة العامة لحزب فاروزي، مارينا بارامبانا، أكّدت بأنّ "الاغتيال يثبت أنّ النظام لا يحترم تعهّداته، ولقد قررنا تعليق مشاركتنا في الحوار (حول الأزمة في البلاد)، مع الحكومة، والذي كان في مرحلة أولية.. إنّ هذا الاغتيال سيزيد الوضع سوء". وأعلنت المعارضة ومنظمات المجتمع المدني في بوروندي، أمس الأحد، تعليق الحوار مع السلطات حول الأزمة السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد منذ شهر، على خلفية اغتيال فاروزي. وتعيش بوروندي، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، التي كادت أن تطيح بحكم نكورونزيزا، أزمة سياسية وأمنية، على خلفية احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أبريل/ نيسان الماضي، عقب الإعلان الرسمي عن ترشح الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 2005، لولاية ثالثة.