علمت "المصريون"، أن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل قد تشمل الإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية" المسجون بالولايات المتحدة منذ أكثر من 18 عامًا، إلى جانب إطلاق سراح 81 أسيرا مصريا محتجزين بالسجون الإسرائيلية. وأبلغت مصادر "المصريون" أن الإفراج عن عبد الرحمن قد يتم بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية المصرية ووجود نوع من الاستقرار النسبي داخل الساحة السياسية المصرية، كما ستشمل الصفقة ذاتها إطلاق أسرى عرب من لبنان وسوريا بإسرائيل، وقد يتم في المقابل الإفراج عن جوناثان بولارد الجاسوس الإسرائيلي المسجون بالولايات المتحدة منذ أواخر الثمانينات. وستقوم مصر في المقابل بالإفراج عن الجاسوسين الإسرائيلي عودة ترابين والأردني بشار أبو زيد المسجونين بمصر، مقابل إطلاق عدد من الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية من أصحاب المحكوميات العالية، فيما بدا رسالة من مصر للتأكيد على عودتها لدورها القيادي بالمنطقة في مرحلة ما بعد الثورة. وكشفت المصادر ذاتها، أن اتصالات مصرية أمريكية جرت خلال الأيام الماضية تطرقت لإمكانية الإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن، وخاصة مع تصاعد الضغوط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة للتدخل لدى الجانب الأمريكي لإطلاق سراحه، لاسيما أن واشنطن كانت قد عرضت على مصر إبان عهد النظام المخلوع تسلمه، ما ينفي الاعتراضات من جانبها على الإفراج عنه، فضلاً عن أنها لم تمانع من تسليمه لقطر. وكانت آن باترسون السفيرة الأمريكية فى القاهرة قالت في تصريحات قوبلت بالاستهجان من جانب أسرة الشيخ المعتصمة منذ عدة شهور أمام مبنى السفارة الأمريكية بعد أن قالت إن الإفراج عنه يصدر بموجب قرار محكمة، لأنه مسجون بموجب حكم أصدرته محكمة أمريكية، الأمر الذى وصفه عبد الله نجل الشيخ بالاستخفاف بعقول المصريين. ووجهت أسرة الشيخ انتقادات حادة للصفقة التي تم بموجبها الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل، الذي قبضت عليه أجهزة الأمن المصرية في مايو الماضي بتهمة التجسس مقابل 25 سجينا مصريا بإسرائيل من بينهم 3 أطفال مصريين، لأن الصفقة لم تشمل الإفراج عن الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية"، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الأمريكية منذ عام 1993. ويقضي الدكتور عمر عبد الرحمن حاليا عقوبة السجن مدى الحياة في سجن كلورادو بولاية نورث كارولينا بعد إدانته بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وكان القضاء المصري قد برأه من تهمة المشاركة في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، بعد أن جرى اعتقاله لأكثر من 3 سنوات وقتها، كما أعلن عبد الرحمن من محبسه تأييده مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية في مصر عام 1997، وأدت إلى وقف موجة العنف التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت.