قال الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون" إن استضافة الرئاسة اليوم لعدد من قيادات حزب "الوفد"، لتسوية أزمة داخل الحزب يحمل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم للرأي العام بأنه لا صلة له بالتسريبات الأخيرة المنسوبة إلى السيد البدوي رئيس الحزب. وبث الإعلامي عبدالرحيم علي المقرب من الأجهزة الأمنية، عبر برنامجه "الصندوق الأسود" هذا الأسبوع، تسريبات منسوبة إلى البدوي كشفت أن كل ما تعرض له الإخوان المسلمون في مصر عقب الثورة من مشكلات وقتل أعضاء الجماعة كان مخططًا له حتى قبل انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي. وقال سلطان في تعليقه على التسريبات في مقاله المنشور ب "المصريون" اليوم: "التسريبات إن صحت تضر بالسيسي نفسه وتضرب مشروعه في مقتل، بل وتسقط معظم الرواية الرسمية عن أحداث 30 يونيه 2013 ، فقد أظهرت التسريبات أن الترتيب لسحق الإخوان و"ذبحهم" كان معدا له من العام 2012 وقبل انتخابات الرئاسة، كما تكشف التسريبات عن إدانة للجهاز الأمني واتهامه بترتيب أعمال إرهابية مفتعلة من أجل بسط السيطرة وإشاعة أجواء من الخوف واتهام جهات بعينها". ووصف سلطان هذا الكلام بأنه "محير جدًا، فما هي مصلحة "الجهة الأمنية" التي سربت هذه التسجيلات في نشر هذه الصورة المخيفة ، والتي تضر أول ما تضر بالرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه، حيث يترجح القصد والعمد في نشر هذا الكلام، ولا يتصور أن من سربوه لم يلتفتوا إلى خطورة هذا الكلام وأنه أهم وأخطر كثيرا من حكاية علاقة سيد البدوي نفسه بالإخوان، لأن جميع القوى السياسية وقتها كانت لها علاقات بالإخوان بل وتحالفات انتخابية معهم، بمن فيهم حمدين صباحي وحزبه". وتابع "في اليوم التالي مباشرة لإذاعة تلك التسجيلات، فاجأ السيسي الجميع بطلبه الاجتماع برئيس حزب الوفد ومجموعة من قياداته، وهو سلوك سياسي مفاجئ وغير مألوف على الإطلاق ، وهو تدخل صريح في شؤون حزب مستقل، أو هكذا يفترض وصفه"، ويمارس فيه رئيس الجمهورية ما يشبه دور مرجعية الحزب أو مجلس أمنائه أو حتى رئيسه ، الذي يحسم الخلاف وينسق الأعمال ويضبط الانفلات". واستدرك سلطان: "لكن الأهم من ذلك، أن دعوة السيسي للبدوي صبيحة يوم نشر التسريبات لا يمكن فصله عن موضوع التسريبات نفسه وما أثاره من جدل، وبوضوح أكثر، دعوة السيسي للبدوي، والتي تترجم سياسيا بالاحترام له والتقدير والحماية أيضا من مؤسسة الرئاسة، تعني أن السيسي أراد أن يبعث برسالة للبدوي ولحزب الوفد وللرأي العام كله من بعد ذلك، بأنه لا صلة له بتلك التسريبات، ولا يرضى بها، وأنه لم يأذن بها، وربما أيضًا، أنه ساخط وغاضب من نشرها بتلك الطريقة". واعتبر رئيس تحرير "المصريون" أن "ما حدث من الرئيس تجاه السيد البدوي يعطي انطباعا لا تخطئه رؤية أي مراقب سياسي على أن هناك جهات تسيء إليه، عن عمد أو عن جهالة، وأنه غاضب من ذلك، وربما تعطي الانطباع بأن هناك صراعات "أجنحة" لا تعبأ بالمصلحة العامة، والأسابيع المقبلة ستكشف مستقبل هذا الصراع، إما بحسمه أو بمزيد من الانفلات". ويظهر في التسريبات المنسوبة إلى رئيس حزب "الوفد"، أحد الأشخاص وهو يشكو للبدوي، ظهور الإخوان المكثف على قنوات "الحياة" المملوكة له، فيبرر له هذا الظهور بأن "الإخوان قوة كبيرة في مصر، وأنه يريد أن يحصل على دعمهم في انتخابات الرئاسة للفوز بمنصب الرئيس لأنهم الوحيدون القادرون على هذا الأمر، وذلك قبل أن يغير الإخوان موقفهم ويدفعوا بمرشح لهم في الانتخابات". ويقول الشخص الذي يهاتف البدوي ويخاطبه باسمه مجردًا: "يا سيد الفترة القادمة ستكون سوداء على الإخوان وستقوم مليشيات مسلحة بذبحهم في بيوتهم، وستمتلئ مصر بالإرهاب المصطنع انتقاما من الإخوان وردا على الثورة التي أطاحت بجهاز أمن الدولة".