يبدو أن صراع رجال الأعمال الداعمين للانقلاب لم يسع مكانا جديدًا ل"السيد البدوي" رئيس حزب الوفد، فقررت سلطات الانقلاب الإطاحة به. خلال الأيام القليلة الماضية، تلقى البدوي -الذي يعد أحد أكبر شركاء الانقلاب في مصر- عدة ضربات عنيفة قانونية وسياسية، بدأت بإثارة الصراع داخل حزب الوفد، حيث يقود ما يسمى "تيار إصلاح الوفد" حملة شرسة للإطاحة به من رئاسة الحزب، وأعلنوا عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الجمعة المقبل أمام مقر الوفد تنديدًا بسياسات البدوي والمطالبة بسحب الثقة منه. وتواصلت الضربات بتقديم عدة بلاغات في النيابة ضد البدوي تتهمه بالاختلاس والنصب على البنوك، وإهدار أموال شركائه في شركة أدوية يملكها، فضلا عن اتهامات أخرى بالاعتداء والسب والقذف. تلاها تسريبات عدة على يد عبد الرحيم علي -الرجل القريب من رجال المخابرات- الذي سرب للبدوي تسجيلات صوتية بوضوح عبر برنامجه الصندوق الأسود، أظهرت الوجه القبيح للبدوي وانتهازيته منذ عهد مبارك وحتى بعد ثورة يناير 2011. كشفت التسريبات عن أن كل ما تعرض له الإخوان المسلمون في مصر عقب الثورة من مشكلات وقتل أعضاء الجماعة كان مخططًا له من الجهات الأمنية المصرية منذ عدة سنوات، وبعلم ومشاركة البدوي، فضلا عن كشف كيفية استخدام رجال الأعمال لقنواتهم الفضائية في تصفية الحسابات مع خصومهم السياسيين وتشويه سمعتهم. وفي التسريب الأول، يتفق السيد البدوي مع محمد عبد المتعال، رئيس قنوات الحياة، على تحجيم رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس والسيطرة عليه عبر مبادرة وهمية وخادعة يقترحها عليه البدوي حتى يمنعه من انتقاد "الوفد" والبدوي عبر قنوات "أون تي في" التي يمتلكها ساويرس. أما في التسريب الثاني، فيسب البدوي المجلس العسكري الذي حكم مصر لمدة عام ونصف عقب ثورة يناير 2011 بقيادة المشير حسين طنطاوي بسبب عدم دعوة حزب الوفد لأحد الحوارات التي عقدها مع القوى الوطنية. وتوعد البدوي بمهاجمة المجلس العسكري بعدما علم بمشاركة الإخوان ونجيب ساويرس وحمدين صباحي في هذا الحوار، قائلا: "والله لأقطعهم ولاد الكلب.. وأضربهم بالجزمة". يري نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن العسكر والمخابرات استخدماه -زمان- في الوقوع بنعمان جمعة بعد الانتخابات الرئاسية 2005 واليوم يرد له القلم من الذين استأجروه، وبالطريقة نفسها، وبتسجيل صوتي فائق الوضوح، بحسب الصحفي محمد بدر. وسخر الناشط السياسي اليساري هيثم محمدين مما يحدث مع السيد البدوي قائلاً : آخر نكتة يا أحرار.. سيد بدوي من الثوار. وفي أول ردة فعل للسيد البدوي على ما سرب عنه، قال رافع راية التطبيل: إننا واجهنا ظروفًا أصعب من كده، وأن مساندتنا لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي هتخلينا نستمر.. رغم أنف الجميع، والوفد باقِ بإذن الله.