بدأت دول جنوب شرق آسيا، بالعمل من أجل إيجاد حل لأزمة اللاجئين على الصعيدين الإقليمي والدولي. ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول في العاصمة الماليزية "كوالالمبور"، فإن مسؤولين ماليزيين رفيعي المستوى، سيعقدون لقاءات مع نظراء لهم من بنغلاديش وميانمار، بغية إيجاد حلول لمشكلة اللاجئين. وفي الوقت نفسه، قال زعيم المجلس العسكري ورئيس الوزراء التايلاندي "برايوت تشان أوتشا" أن بلاده ستستضيف اجتماعًا في 29 مايو/ أيار الجاري يهدف لإيجاد تسوية لأزمة اللاجئين، بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى من 15 بلدًا.
وشهدت سواحل أندونيسياوماليزيا، خلال الأيام الماضية، جنوح قوارب تحمل حوالي 1500 مهاجر غير شرعي، من مسلمي الروهينغا والبنغلاديشيين.
وقال رئيس الشرطة الماليزية "حارس كام عبد الله" لمراسل الأناضول، في وقت سابق، إن ثلاثة قوارب تحمل أكثر من ألف مهاجر، جنحت على سواحل جزيرة لنكاوي الماليزية، وإنه تم توقيف جميع من كانوا على متن القوارب، مضيفا أن مهربي البشر يقفون وراء تلك القوارب.
وأكد عبد الله أن إجراءات جادة تتخذ فيما يتعلق بالموضوع، وأنه يتم استجواب المهاجرين لمعرفة المزيد من المعلومات عن تهريب البشر.
وقال مساعد وزير الخارجية الأندونيسي، عبد الرحمن محمد فقير، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن قوارب تحمل 400 من مسلمي الروهينغا، جنحت على شواطئ جزيرة "أتشيه" الاندونيسية، وإن التحقيق جارٍ لمعرفة أسباب جنوحها.
وتم الإعلان عن أن المهربين قاموا بترك القوارب المحملة بالمهاجرين، هربا من الاعتقال، وأن المهاجرين اضطروا للسباحة للوصول إلى الشاطئ.
كما ذكرت الصحف المحلية التايلاندية، أن الشرطة حققت مع "بانجونغ بونغفون" رئيس بلدية منطقة "بادانغ بسار" في مدينة "سونجخلا" جنوبي البلاد، بعد أن سلم نفسه خلال الأيام الماضية، في إطار التحقيقات حول العثور على مقبرة تضم جثثًا لمسلمي إقليم أراكان في ميانمار، كانت مدفونة قرب مخيم مهجور لتهريب البشر، في غابة نائية، جنوبيتايلاند.
ونقلت الصحف عن قائد الشرطة التايلاندية "سوميوت بونبانموانغ" قوله إن الشرطة تجري تحقيقاتٍ مع "بونغفون" رئيس البلدية، و"سوفوج مانسو" الذي يشتبه في كونه زعيم عصابة مهربي البشر، مضيفًا أن "مانسو" أصدر أوامر حول قتل مواطنين بنغال وميانماريون اعترضوا على عمليات تهريب البشر.
وأصدرت السلطات التايلاندية مذكرات توقيف بحق 36 شخصًا، بينهم سياسيون محليون، وعناصر أمن، في إطار التحقيقات التي تجريها حول العثور على مقبرة جماعية.
وكانت السلطات التايلاندية عثرت، الجمعة الماضية، على مقبرة تضم 32 جثة لمسلمي الروهينغا، مدفونة قرب مخيم مهجور لتهريب البشر، في غابة نائية جنوبي البلاد، على الحدود مع ماليزيا، بحسب مسؤول أمني في الشرطة التايلاندية، وأبعدت 53 شرطيًا عن العمل.
جدير بالذكر أن "الروهينغا" هي جماعة عرقية مسلمة تعيش غرب ميانمار، بدأت في الفرار من البلاد أفرادًا وعلى شكل مجموعات، إثر اشتباكات دامية مع المنتمين لعرقية "راخين" البوذية في نفس المنطقة منذ يونيو/حزيران 2012، وتعرض "الروهينجا" خلال تلك الفترة لمجازر، وعمليات اضطهاد واسعة.