رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ظروف الثورة المصرية والأوضاع التي تعيشها حاليا تختلف اختلافا كليا عما يحدث في باقي الثورات العربية، وسط تزايد المخاوف من تكرار تجربة ثورة 1952 عندما تشبث الجنرالات الذين قاموا بالثورة بالسلطة منذ ذلك التاريخ، خاصة وأن الكثير من المؤسسات والأجهزة الأمنية التي كانت أيام مبارك لازالت سليمة، وإن من يحكم مصر حاليا هو وزير دفاع مبارك لسنوات طويلة، الأمر الذي دفع البعض للقول إن ثورة مصر غير مكتملة. وقالت الصحيفة " عكس ليبيا حيث تمت إزالة نظام القذافي بالكامل، مصر نجحت حتى الآن فقط في التخلص من مبارك وعدد قليل من رجاله، لكن النظام نفسه مع الجيش والأجهزة الأمنية في مراكزها ولا تزال سليمة إلى حد كبير، وليس أدل من ذلك على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي يحكم مصر حاليا، أعضاؤه كانوا رجال مبارك". وأضافت إن تباطيء المجلس العسكري في تنفيذ إصلاحات والتخلص من رجال مبارك جعل البعض يقول إن المجلس سعى لإنقاذ النظام من الانهيار الوشيك بدلا من احتضان الثورة بإخلاص، وهذه الأمر جعل المراقبين يرون أن ثورة مصر فاشلة أو غير مكتملة. وتابعت إن بقاء الجيش في السلطة حتى الآن يزيد من المخاوف بأن الثورة المصرية تتجه لتكرار سيناريو ثورة 1952 عندما سيطر الجنرالات على الحكم، خاصة وأن المتتبع لتاريخ مصر يدرك أن الجيش ساهم في تشكيله، حيث يلعب دورا رئيسيا في البلاد منذ تلك الثورة وحتى الآن. وأوضحت إن تراجع الجيش عن وعده بتسليم السلطة لحكومة مدنية في غضون ستة أشهر منذ رحيل مبارك في فبراير، غذى المخاوف من تكرار السيناريو ويعزز فكرة أن الجيش يريدون التشبث بالسلطة، وقد عزز هذا الظهور المفاجئ لملصقات لطنطاوي في شوارع القاهرة ويخشى أن تكون بداية لحملة ترشحه لرئاسة مصر.