قيض الله للمهتدين عروة وثقى ذات إهاب لما ازدهت هدَت و أصابت للعالمين صواب ووسد صاحب الأمرِ لها حماةً أولى ألباب مصابيح حضارة أضَاءت لغيرها بنورها الخلاب وأساطين للعلم بزغت فى العنانِ تشق السحاب ورثوا العلم مخلصين له الدين عن رسول وأصحاب سطروا بالتبرِ علوماً للدينِ تُنيرُ الألباب أفذاذٌ يذودونَ عن الحِمَى أقلامهم سيوفٌ وحِراب ما فتّ فى عضدِ متونهم هزل غلمان أو سوءُ نِعاب وما بلغ مواطئ نعالهم ناعقون ولا فاقَ خطابهم خطاب فمَن ذا الذى غثاؤه يحظى فى هديرِ البحرِ بنِصاب زعموا أنهم ينيرون, فهل ينيرُ الطريقَ أو يعمرُهُ نِحاب مبلسين إذا ألبسوا لا يبغونَ إلا عِوجاً وعِطاب كحدّأةِ شؤمٍ صخبَ سِعارُها لا يعقلها إلا عِقاب يقبضونَ بهذيانِهم ماءً لا ينالونَ به إلا سراب مهما أرغوا و أزبدوا لم يتجاوزوا وطيئاَ و لا طالوا السحاب و الطود الهائلُ يسمو فى عليائِه آثراً متلألئاً على الأوراقِ خِضاب يصدح بالفقهِ و التفسير أصولاً للدينِ علماً أشمّاً و لغةً عِذاب شموسٌ زاهِرات ما فدحت فى سماء العلم غياب يسطعون من كل مشرقٍ و مغربِ دوماً يجدِدونَ للأُمِةِ شباب