قال العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن إن اعتداء الحوثيين على جازان ونجران (جنوب المملكة) استهدف مواقع مدنية ولم يكن لهدف عسكري، مشيرا إلى " أن أمن المملكة خط أحمر تم تجاوزه ... وسيدفع الحوثيين ثمن ذلك". جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده عسيري وهو أيضا المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، مساء اليوم بمطار قاعدة الرياض الجوية بالرياض بعد مقتل 10 أشخاص في قصف للحوثيين جنوبي المملكة على مدار اليومين الماضيين.
وقال عسيري إن "المعادلة اختلفت حيث كانت في بدايتها تهدف إلى حماية الشرعية في اليمن وحماية المواطن اليمني ولكن المواجهة أصبحت تستهدف حدود المملكة العربية السعودية والمواطن السعودي وأمن وسلامة المدن السعودية".
وبين أن "قوات التحالف والقوات المسلحة السعودية ستقوم بتوجيه رد قاسي ابتداء من هذه اللحظة وحتى يدفع من قام بهذا العمل ثمن ما قام به ".
وبين أن العمل "سيكون مختلف في شدته ومدته سوف يستهدف جميع قادة التنظيم ، مواقعهم القيادية ، مناطق تجمعاتهم من خطط لهذا العمل، ولن يكون عمل محدود ".
وقال عسيري: " مدينتي نجران وجيزان تعرضت على مدار الثلاثة الأيام الماضية لاعتداء من قبل الميليشيات الحوثية باستخدام صواريخ الكاتيوشا وبعض الراجمات"، مشيرًا إلى "أن الاعتداء استهدف مساكن ومزارع ومدارس ومناطق خدمية وأحد المستشفيات، وأغلب الإصابات كانت بين المواطنين والمقيمين".
وبين أن "الاعتداء لم يكن له هدف عسكري بل كان يستهدف المواطن السعودي والمساكن حيث أن هدفه القتل لمجرد القتل ".
وربد عسيري بين الاعتداءات الأخيرة وما تم من قبل قيادة التحالف في الأيام الماضية، وعرض للأمر بشكب متدرج، قائلا "أولا : المليشيات الحوثية وأعوانهم منذ البدء رفضوا القرار رقم 2216 وهو قرار أممي التزمت فيه الشرعية الدولية والمجتمع الدولي بإنقاذ المواطن اليمني وبالتالي رفضت هذه الميليشيات الالتزام بهذا القرار".
وتابع: " ثم أتت مبادرة الملك سلمان من خلال إنشاء مركز للأعمال الإنسانية وتقديم المملكة مبلغ 274 مليون دولار للأمم المتحدة لتنفيذ أعمال الإغاثة داخل اليمن، ولم تكن هناك استجابة المليشيات الحوثية لهذه المبادرة واستمرت في أعمالها على الأرض ضد المواطنين اليمنيين".
وأضاف : "تلا ذلك بيان وزارة الخارجية السعودية على لسان وزيرها (عادل الجبير) عندما أعلن أن قيادة التحالف تدرس إيجاد هدنة إنسانية لغرض توفير الإغاثة والدعم الإنساني والطبي للمواطن اليمني داخل اليمن، بعدها قامت الميليشيات بالاعتداء على المدن السعودية، كما قامت بالاعتداء والقتل المباشر للمواطنين في التواهي بعدن وتعمدت مهاجمة المواطن اليمني".
وقال عسيري "المعادلة اختلفت حيث كانت في بدايتها تهدف إلى حماية الشرعية في اليمن وحماية المواطن اليمني ولكن المواجهة أصبحت تستهدف حدود المملكة العربية السعودية والمواطن السعودي وأمن وسلامة المدن السعودية".
وأكد "أن هذا الأمر غير مقبول وسوف يختلف أسلوب التعامل مع الميليشيات الحوثية التي لجأت وارتكبت أحد أهم أخطائها خلال الفترات الماضية وهي استهدافها للمواطن السعودي".
وبين أن "قيادة التحالف والقوات المسلحة السعودية ستتخذ الإجراءات التي تكون كفيلة بردع هذا العمل سواء على الأشخاص الذين خططوا لهذا العمل أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا هذا العمل ومن خططوا لهذا العمل".
وأردف: " سيكون العمل مختلف في شدته ومدته سوف يستهدف جميع قادة التنظيم ، مواقعهم القيادية ، مناطق تجمعاتهم من خطط لهذا العمل، ولن يكون عمل محدود ".
وقال إنه سبق أن نوه أن العمل من خلال عملية إعادة الأمل سيكون ردة فعل بناءً على تحركات المليشيات الحوثية على الأرض , أما الآن فالعمل سيكون مبادرا ، سوف ننزع منهم زمام المبادرة ".
وأضاف: "سوف تقوم قوات التحالف والقوات المسلحة السعودية بتوجيه رد قاسي ابتداء من هذه اللحظة وحتى يدفع من قام بهذا العمل ثمن ما قام به ".
وأضاف:"من ناحية أخرى لم يعد هناك مجال محدد للعمليات لن نستهدف من كانوا بقرب الحدود كما تم اليوم ، سوف تستهدف مناطق صعدة ومران وضواحيها لأن من قام بها العمل يتحصنون فيهذه الأمكان ولذلك عليهم دفع الثمن الآن".
وأكمل "المعادلة اختلفت والمواجهة اختلفت وسوف يدفعون ثمن قاسي وغالي لأن أمن وسلامة حدود المملكة أولوية أولى لقيادة قوات التحالف ،و أولوية أولى للقوات المسلحة السعودية، وهو خط أحمر تم تجاوزه وبالتالي سوف يكون هناك عمل مستقبلي يبدأ من هذه اللحظة وينتهي بانتهاء الأهداف التي تم وضعها من القيادة السياسية".
كما كشف عسيري خلال المؤتمر أن طائرة مروحية من نوع أباتشي تابعة للقوات البرية الملكية السعودية تعرضت لخلل فني ما اضطرت الطائرة للهبوط الاضطراري الذي لم يكن بشكل سليم في منطقة نجران, نتج عنه إصابة قائد الطائرة إصابة طفيفة في اليد والآن يتلقى العلاج وبصحة جيدة وسلامة مرافقه أو مساعده الذي كان مرافق في الطائرة والحالة كانت داخل الأراضي السعودية في منطقة نجران .
وأعلنت السلطات السعودية أمس مقتل 5 أشخاص، أحدهما عسكري سعودي، وإصابة 12 آخرين، إثر سقوط قذيفتين مصدرهما اليمن على مدينة نجران، جنوبي السعودية، وذلك بعد يوم من مقتل 5 أشخاص (3 في نجران و2 في جازان)، جراء قذائف مصدرها اليمن، فيما تعد أكبر حصيلة ضحايا من الجانب السعودي خلال 24 ساعة منذ بدء ضربات التحالف في اليمن حسب رصد مراسل وكالة "الأناضول".
وبينما لم تحدد السلطات السعودية مصدر هذه القصف، قالت وسائل إعلام سعودية إن ميليشيات تابعة لجماعة "أنصار الله" (معروفة ب"الحوثي) هي من تقف وراءه.
ويوم 21 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس/ آذار الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.