سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ردا على مجزرة غزة ومقتل الجنديين المصريين.. زعيم "الوطني" بالبرلمان يتهم أمريكا بتشجيع الصهاينة على جرائم الحرب والنواب يطالبون بتجميد كامب ديفيد وطرد السفير الإسرائيلي
فجرت المجزرة الإسرائيلية الأخيرة التي شهدتها مدينة غزة وأسفرت عن استشهاد عشرة من الفلسطينيين معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء ، بالإضافة إلى حادث مقتل الجنديين المصريين على الحدود برصاص إسرائيلي، ثورة غضب عارمة بين أعضاء مجلس الشعب في جلسة أمس. طالب النواب باتخاذ مواقف رسمية شديد اللهجة ضد العربدة الصهيونية، وتجميد اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع الدولة العبرية، وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة ، واستدعاء السفير المصري من تل أبيب وعدم عودته مرة أخرى. واستنكر النائب الدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية المجزرة البشعة التي وقعت تحت سمع وبصر القوى العالمية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة ، التي اتهمها بالتعامل بمعايير مزدوجة، وتشجيع إسرائيل على سياسة العدوان التي تخالف كافة الأعراف والشرعية الدولية ، مؤكدا أن ما تقوم به إسرائيل هو بمثابة جرائم حرب. وطالب النائب محمود أباظة رئيس حزب "الوفد" بإيجاد آلية تعامل جديدة مع الكيان الصهيوني ، الذي يتعامل مع الأمة العربية بسياسة الأمر الواقع ويستخدم سياسة التصفية الجسدية للشعب الفلسطيني بهدف وقف مفاوضات التسوية السلمية وعدم العودة إليها، مطالبا بإعادة النظر في السياسة المصرية تجاه قضية السلام. من جانبه، وصف النائب محمد عبد العزيز شعبان إسرائيل بالبلطجة، وطالب بوقفة جادة ضد هذا الكيان الذي قتل ثلاثة جنود مصريين منذ عامين وقتل جنديين آخرين هذا الشهر، بينما أكد النائب حيدر بغدادي ضرورة مواجهة إسرائيل وبالسماح للجندي المصري بالدفاع عن نفسه في حالة أي اشتباك. وانتقد النائب حسين إبراهيم الموقف المصري "الضعيف" تجاه المجازر الإسرائيلية، مستنكرًا استقبال رئيس الوزراء إيهود أولمرت في شرم الشيخ بعد يومين من وقوع الحادث ، ومعتبرا أن التاريخ يعيد نفسه حين قام مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بزيارة مصر ثم بعدها مباشرة تم تدمير المفاعل النووي العراقي. وطالب النائب بطرد السفير الإسرائيلي من مصر واستدعاء السفير المصري من تل أبيب ، مؤكدا أنه من العار أن تطل السفارة الإسرائيلية على النيل وينعم الصهاينة بماء النيل بينما أبناء شعب فلسطين يقتلون على شواطئ غزة. وأعرب النائب حمدين صباحي عن أسفه بعد أن أصبح الدم المصري رخيصًا وليست له دية، معتبرا أن استقبال أولمرت كان بمثابة مكافأة للصهاينة على مقتل جنديين مصريين، وطالب بتجميد اتفاقية كامب ديفيد التي تمنع الجيش المصري من التواجد على الحدود. أما النائب سيد عسكر فقد تساءل في سخرية : هل حكومتنا الحالية حكومة مصرية أم لا؟ وهل هي حريصة على كرامة مصر؟ وهل هي قادرة على القيام بالدور الرائد للأمة العربية ؟ مبديًا اندهاشه من الموقف المصري الذي لا يوجد له مثيل في دول العالم ، بما في ذلك الدول الصغيرة التي تثأر لكرامتها وتحافظ على عزتها . وأدان تبرير الحكومة المصرية للجرائم الإسرائيلية، مطالبا بطرد السفير الإسرائيلي واستدعاء السفير المصري وإلغاء كامب ديفيد وإعادة النظر في العلاقة مع الولاياتالمتحدة ، التي يعتبرها الشعب العدو الأول للأمة العربية. وحذر النائب السيناوي فايز أبو حرب من استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الجنود المصريين، مطالبا بوقفة جادة حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم ، وباتخاذ الحكومة لموقف حاسم من مجزرة غزة الأخيرة من خلال طرد السفير الإسرائيلي واستدعاء السفير المصري وإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، وتكثيف التواجد الأمني على الحدود المصرية. من جانبه، لفت النائب صبحي صالح إلى المخاطر التي تهدد الأمن القومي من خلال الكيان السرطاني التوسعي الصهيوني، مرجعا الغطرسة الإسرائيلية إلى التخاذل والتماس الأعذار لها. وأكد النائب محمد أبو العينين أن الشعب المصري يرفض بكل قوة هذه الأفعال الإجرامية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي، داعيًا إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والسماح بدخول المعونات الدولية له، مشيرًا إلى أن مباحثاته مع الجانب الأوروبي أكدت على العديد من الحقوق للشعب الفلسطيني ، وأنه يجب التحقيق مع إسرائيل أمام المحافل الدولية واتخاذ مواقف جادة تجاهها. من جانبها، أدانت الحكومة بشدة الأحداث الأخيرة التي قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وقالت على لسان الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية إنها لا تقبل هذه الممارسات الإجرامية التي تتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية. ووصف شهاب حادث غزة بالوحشية ، مؤكدا أن ما تقوم به إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى عرقلة عملية السلام التي تسعى إليها المنطقة وخاصة مصر. وشدد على أن مصر مازالت مصممة على إجراء التحقيقات لمعرفة ملابسات حادث مقتل الجنديين المصريين، إلا أنه دافع عن زيارة أولمرت التي قال إنها لم تكن للسياحة أو الضيافة ولكن لنقل وجهات النظر المصرية حول القضية الفلسطينية ، واتخاذ كافة الإجراءات لمعرفة أسباب مقتل الجنديين المصريين.