نفى قائد القوات التشادية العاملة في أفريقيا الوسطى، دجيبرن عمر دوبالتو، اليوم السبت، الاتهامات الموجهة لجنوده بشأن ضلوع تورطهم في اعتداءات جنسية على قُصّر في أفريقيا الوسطى . وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال دوبالتو: "إلى حد الآن هي مجرد شكوك، وليست هي المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش التشادي عن طريق الخطأ في هذا البلد". وكان تقرير مسرب مصدره منظمة "إيدز فري وورلد" الأمريكية غير الحكومية، اتهم جنودا فرنسيين وتشاديين ومن غينيا الاستوائية بارتكاب انتهاكات جنسية على أطفال جياع، مقابل الطعام في إفريقيا الوسطى. وتابع دوبالتو قائلا: "أشعر براحة الضمير وأنا متاكد من أن عناصري لم تقم بأي فعل من هذا الصنف"، مشيرا إلى أن القوات التشادية لم تتواجد أبدا في منطقة المطار التي قد تكون شهدت هذه الأعمال. وأضاف "يمكننا أن نتهم الجيش التشادي بأي شيء، إلا المثلية الجنسية والانتهاكات من هذا النوع، إلا إذا كنا نرمي إلى فبركة أدلة بهدف إفساد الجو الهادئ الذي يعرفه التشاديون حاليا".
وأثارت قضية الاعتداءات الجنسية التي قد يكون ارتكبها عسكريون أجانب على الأطفال في إفريقيا الوسطى، جدلا واسعا على الساحة السياسية الفرنسية والأفريقية وفي الصحافة العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، منذ الأسبوع الماضي. وفي حين أعلنت النيابة العامة الفرنسية، في وقت سابق، فتح تحقيق في الموضوع، لم يصدر عن سلطات غينيا الاستوائية أي تعليق رسمي على الأمر حتى مساء اليوم السبت. تفاصيل هذه القضية الشائكة طفت إلى الواجهة، حين كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأربعاء الماضي، عن تقرير أممي سرّي وصل السلطات الفرنسية، يستعرض انتهاكات جنسية ارتكبها جنود فرنسيون في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، خلال الفترة الفاصلة بين ديسمبر/ كانون الأول 2013 ويونيو/ حزيران 2014، أطفالا في مخيم اللاجئين بمطار بانغي مبوكو. وينتشر نحو ألفي جندي فرنسي في أفريقيا الوسطى، وذلك منذ إطلاق عملية "سانغريس" في ديسمبر/كانون أول 2013، في وقت انحدرت فيه البلاد في صراع طائفي بين "سيليكا" (تنظيم عسكري وسياسي مسلم) و"أنتي بالاكا" (ميليشيات مسيحية)، أسفر عن مقتل المئات من الجانبين و نزوح الآلاف من المسلمين إلى دول الجوار. كما تنتشر بعثة "مينوسكا" الأممية لحفظ السلام في أفريقيا الوسطى منذ مايو/ آيار 2014، وتضم قوات من جنسيات متعددة أغلبها أفريقية، مكوّنة من 12 ألف جندي، .
الأزمة السياسية التي هزت افريقيا الوسطى، سرعان ما تحوّلت إلى نزاع طائفي دامي، وخلّفت أيضا مشرّدين بلا مأوى، اضطروا إلى الإقامة بمخيمات، أبرزها موقع مطار بانغي مبوكو، مسرح أحداث الإغتصاب المفترض، والذي كان يعدّ، قبل عام، أكثر من 100 ألف لاجئ، غير أنّه لا يضم اليوم سوى حوالي 18 ألف و300، بحسب مصادر حقوقية.