اليوم سيدلي الزملاء الصحفيون بأصواتهم لاختيار "المجلس" و"النقيب".. وهي مناسبة يعتبرها العاملون في بلاط صاحبة الجلالة "يوم عيد".. حيث نلتقي مع زملاء تقطعت بيننا وبينهم السبل بسبب هموم المهنة اليومية وانشغالنا شبه الدائم بما يجعلنا نسيئ إلى "رحم" الزمالة بقطيعة "الانشغال" أو "الخلاف" والخصومات فيما بيننا.. ولكل منا وجهته وقبلته. الحملة الانتخابية هذه المرة، ربما تكون خصما من "فرحة العيد".. لأنه قد شابها ما يبعث حقا على الألم.. وربما على مستقبل التحول الديمقراطي في مصر، لأن ما يصدر من الصحفيين يعتبر مؤشرا على مآلات هذا التحول وإلى أين سيكون مستقره العاجل أو الآجل.. فهم صناع الرأي والقوى المؤثرة في صوغ اتحاهات الرأي العام، وربما أيضا الضمير الجمعي المصري في محصلته الأخيرة. كان الأكثر إيلاما تلك المواقف "المدهشة" للزملاء الناصريين، حين اتخذوا مواقف شدية التطرف رافضة للإشراف القضائي على انتخابات النقابة، وتطوره إلى التعدي على القضاة وإهانتهم.. وهو الموقف الذي قد يربك الحياة السياسية خارج مقر النقابة، عشية اجراء الانتخابات البرلمانية، حيث يظل الاشراف القضائي عليها متبوءا مركز ثقل ضمانات النزاهة والشفافية .. وأني أربأ بزملائي الناصريين، أن يعيدوا انتاج هذا المنطق "التآمري" على الانتخابات والذي كان يتبعه مبارك على مدى ثلاثين عاما مضت، أنهاه قبيل الاطاحة به بغل يد القضاة تماما عن الإشراف على انتخابات برلمان الفضيحة (2010) لاطلاق يد البلطجية والمزورين والذي كان القشة التي قصمت ظهره وانتهت به إلى نهاية مهينة ومذلة. ولعل من الأخطاء الجسيمة أيضا التي كانت خصما من رصيد التيار الناصري داخل الجماعة الصحفية.. هي المغالاة في الدعاية لمرشحهم على منصب النقيب الزميل العزيز الأستاذ يحى قلاش. وقبل أن أشير إلى هذا النقطة تفصيلا، فإنه من الأهمية أن أبدي توقيري واحترامي ل قلاش، ويعلم الله وحده مدى حبي الشخصي له، وهو يعلم جيدا منزلته عندي.. غير أن زملاءه من الناصريين أساءوا إليه وإلى حملته.. عندما استغلوا صحفا يعملون فيها أو يكتبون أعمدة ثابتة بها.. للدعاية له بدون مراعاة العدل والإنصاف بين المتنافسين.. بلغت حد أن خصص له زميل آخر من "الأهرام" برنامجه الذي يقدمه على "دريم" أكثر من ثلثي ساعة للدعاية لنفسه، فيما حرم منافسه على ذات المقعد الزميل والعزيز الأستاذ ممدوح الولي من فرصة تعدلها من حيث المساحة الزمنية!. هذه النزعة الإقصائية لا يمكن بحال أن تبشر بمستقبل ديمقراطي في مصر.. وكان أجدى بالزملاء أن يكتبوا عن "شروط" الفوز بالمنصب، وفق احتياجات الجماعة الصحفية في الوقت الراهن، وان يتركوا للصحفيين الحكم على البرامج وليس على الأشخاص.. فضلا عن أن هذه "الوصاية" لا تليق بالمرة أن تفرض على جماعة مهنية صنعتها "الرأي" و"الأفكار" و"الابداع" وتجويد "الوعي" العام.. إنها "إهانة" أعلم أنها غير مقصودة .. وأن الدعاية لقلاش جاءت من قبيل التحيز الأيديولوجي والحماس له.. غير أنها تظل "مسيئة" لي كصحفي يتوقع من زملائه استباق الحس بأنه لا ينفع معه ومع البقية من الصحفيين منطق بيع المياه في حارة "السقايين". [email protected]