تمكنت فرق الإطفاء الأوكرانية من السيطرة على الحريق الكبير، الذي اندلع، أمس الثلاثاء، في منطقة غابات قريبة من مفاعل "تشرنوبيل" النووي، قرب العاصمة الأوكرانية كييف. وذكر بيان صادر عن مؤسسة الطوارئ الأوكرانية أن ثلاث طائرات إطفاء ومروحيتين إضافة إلى 51 سيارة إطفاء و305 إطفائيين ساهموا في جهود إخماد الحريق، مشيرًا إلى استمرار العمل على إخماد عدد من الحرائق الصغيرة. وقال رئيس مؤسسة الطوارئ، زوريان شكيرياك، إن الإطفائية سيطرت على الحريق تمامًا، لافتًا إلى استمرار بعض الحرائق الصغيرة في المناطق التي توجد فيها أشجار فتية. وأكد شيرياك أن الحريق لم يؤثر بأي شكل على المفاعل النووي، وأنه لم يُلاحظ أي تغير إشعاعي، مشيرًا إلى عدم وجود خطر، وأن الوضع طبيعي. تجدر الإشارة إلى أن "تشيرنوبيل" محطة طاقة نووية شيدت لتوليد الطاقة الكهربائية، وتقع بمحاذاة مدينة "برابيت" الأوكرانية، على بعد 18 كم شمال غرب مدينة "تشيرنوبيل" المهجورة حاليًا، والواقعة في مقاطعة كييف. وشهد المفاعل أكبر كارثة نووية عرفها العالم حدثت في 26 نيسان/أبريل 1986، حيث وقع انفجار كبير ليلًا نجم عن انصهار لب المفاعل نتيجة ارتفاع درجة حرارته بشكل كبير جدًا بسبب أخطاء تقنية ارتكبها عمال المناوبة الليلة. ونسفت قوة الانفجار سقف المفاعل الفولاذي الذي يزن 2000 طن، وانطلق ما يوازي 8 أطنان من الوقود النووي إلى السماء، تدخلت بعدها فرق الإنقاذ لإطفاء الحريق والتي كانت تجهل تسرب مواد خطيرة مثل اليورانيوم، والبلوتونيوم، والسيزيوم، واليود ونتج عنه تعرضهم لمستويات خطيرة من الإشعاع الذي وصل آلاف أضعاف المستوى العادي، وتسببت في الأشهر اللاحقة في وفاة 36 شخصًا أغلبهم من عمال الإطفاء، وعمال المحطة.