يعيش أهالي جزيرة "العزبي" بين محافظتي دمياطوالدقهلية حالة من التهميش غير المسبوق لا يعرفون إلى أي المحافظتين ينتمون، وكأنهم مواطنون درجة ثانية - بحسب قولهم. حال الجزيرة كما يطلق عليه البعض "لا يسر عدو ولا حبيب" فهي تبدو منعزلة تمامًا عن العالم الخارجي لا توجد أي مواصلات لها. كما أن القاطنين بها يعيشون ويعتمدون على الطبيعة من المياه وغيرها ولا علم لها عن "الكهرباء" ويستعينون بالمولدات والكشافات ليلاً. الجزيرة تقع في نطاق بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية والتي تتبعها إداريًا إلا أنها تعتبر أقرب لمحافظة دمياط إلا أن كلا المحافظتين لا تعترف بأهالي الجزيرة بعدما حاولوا إلقاء المسئولين لمطالبتهم بحقهم في حياة آدمية بحسب قولهم. تقول الحاجة عفاف محمد، إحدى سكان الجزيرة، إن الجزيرة بها الآلاف من الأسر الذين يمتهنون مهنة الصيد ولا يعرفون أي مهنة غيرها إلا أن الحياة التي يحيوها غير آدمية بالمرة، فوسيلة المواصلات الوحيدة هي القوارب، الأمر الذي دفع الكثير من الأهالي إلى عدم تعليم أولادهم، كما أن الخدمات والمرافق كلها بمدينة المطرية والتي تبعد عنهم مسافة طويلة.
وأضافت أن الأهالي بالعزبة يعتمدون على الطبيعة في قضاء حاجاتهم فيغسلون الأطباق في مياه البحيرة ويستخدمونها أيضًا وعند الليل يمكثون في الظلام ويلجأون لمولدات الكهرباء. وأشارت إلى أن عددًا من أهالي القرية حاولوا مرارًا وتكرارًا مقابلة عدد من المسئولين بمحافظة الدقهلية لمطالبتهم بإدخال المرافق للجزيرة لكن دون جدوى، الأمل الذي دفعهم للمطالبة بالانفصال عن محافظة الدقهلية والمطالبة بالانضمام لمحافظة دمياط لأنها الأقرب إليهم. ولا يعرف أهالي الجزيرة إلا مهنة الصيد إلا أنهم أصبحوا مهددين في مصدر دخلهم الوحيد خاصة بعد سيطرة البلطجية عليها واستخدام وسائل محرمة دولية في الصيد كالصعق بالكهرباء. كما أشار هادي محمد، أحد السكان، إلى أن هناك العشرات من الجزر المحيطة بهم تعيش نفس الأوضاع، فأقرب مدرسة موجودة بمدينة الجمالية والتي تبعد مسافة قدرها 7 كيلو ولا توجد أي وسيلة مواصلات سوى القوارب، الأمر الذي دفع إلى قطاع كبير من الأهالي امتنع عن تعليم أولاده. وتابع أن أهالي الجزيرة عندما حاولوا مقابلة المسئولين بمحافظة الدقهلية لبحث أوضاعهم أخبروهم أنهم تابعون لمحافظة دمياط باعتبارهم الأقرب إليها وعند الذهاب إلى محافظة دمياط أخبروهم أنهم يتبعون الدقهلية.