3 وجوه لأعمال العنف والتفجيرات، التي تشهدها مصر منذ قرابة عامين، جعلت من السهل، بسبب تواتر سياقها وملابساتها، التنبؤ بالجهة التي يشتبه في الوقوف ورائها بمجرد معرفة مكان التفجير والطرف المستهدف. إذ درجت العادة خلال الشهور الماضية على تبني تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي ل"داعش"، غالبية الهجمات التي تستهدف قوات الجيش والشرطة في منطقة سيناء (شمال شرق)، بينما يتبنى تنظيم "أجناد مصر" في كثير من الأحيان الهجمات التي تستهدف قوات الأمن في العاصمة القاهرة وضواحيها، وتتبنى حركة "العقاب الثوري" كثير من الهجمات التي تستهدف خصوصا المرافق الحكومية وعناصر أمنية في بقية المحافظات، بجانب القاهرة أيضا. لكن لكل قاعدة استثناء؛ حيث تشهد بعض الأحيان هجمات خارج هذه السياقات الثلاثة، فسبق أن تبنت "ولاية سيناء" تفجيرا استهدف مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة (دلتا النيل / شمالا) في ديسمبر/ كانون الأول 2013. وفيما يلي رصد للحركات الثلاثة الأبرز في مصر، والتي أعلنت تبنيها لكثير من الهجمات التي وقعت في مصر خلال الفترة الأخيرة، وفق وسائل إعلام مصرية محلية، وحسب بيانات منسوبة لهذه الحركات تم نشرها على صفحات محسوبة عليها على مواقع التواصل الاجتماعي: ولاية سيناء: سيناء / جيش وشرطة: تصاعدت في منطقة شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد، خلال الشهور الأخيرة، الهجمات التي استهدفت مقار وقوات أمنية (جيش وشرطة)، وهي التفجيرات التي تبنت أغلبها جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم "ولاية سيناء". آخرها ما حدث، أول أمس الخميس، حيث قُتل ضابط وأُصيب جندي بجروح، جراء تفجير عبوة ناسفة استهدف مركبة تابعة للجيش كانت تشارك في حملة للجيش بمدينة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، حسب بيان للمتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، وهو الهجوم الذي تبنته "ولاية سيناء". والأحد الماضي، سقط 13 قتيلا وعشرات الجرحى، في 3 هجمات على مقار ونقاط تفتيش أمنية بشمال سيناء، تبنتها أيضا جماعة "ولاية سيناء". وأُطلق اسم "ولاية سيناء" على جماعة "أنصار بيت المقدس" المحسوبة على التيار السلفي الجهادي، بعد مبايعتها لتنظيم داعش، في نوفمبر 2014، وتنشط في محافظة شمال سيناء، بشكل أساسي وفي محافظات أخرى، بشكل ثانوي. ويعود ظهور الجماعة، المحسوبة فكريًا على تنظيم القاعدة، إلى أغسطس / آب 2011، قبل أن تصدر محكمة الأمور المستعجلة (محكمة مختصة بالفصل في الأمور الإدراية ذات الطبيعة العاجلة)، في 14 أبريل/ نيسان 2014، حكما بإدراج تنظيم جماعة "أنصار بيت المقدس" (التي حولت اسمها لاحقا ل"ولاية سيناء") ك"منظمة إرهابية". أجناد مصر: العاصمة وضواحيها / جيش وشرطة تنشط حركة "أجناد مصر"، التي تأسست عام 2013، في محافظتي القاهرةوالجيزة (المجاورة للعاصمة)، وتبنت عددا من التفجيرات ضد عناصر الأمن خلال العامين الماضيين. آخر العمليات جرت يوم 2 أبريل الجاري، حيث تبنت الحركة تفجير عبوة ناسفة في نقطة تفتيش أمنية في منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة؛ ما أسفر عن مقتل شرطي، وإصابة 3 آخرين، وفق وزارة الصحة. وفي 9 أبريل الجاري، أعلنت الجماعة، مقتل قائدها (همام عطية) على يد قوات الشرطة، وتنصيب خلفا له (عز الدين المصري)، وذلك بعد أسبوع من إعلان وزارة الداخلية تصفية عطية الذي تتهمه ب"ارتكاب 26 عملا إرهابيا". يذكر أنه في مايو الماضي، قضت محكمة مصرية، بإدراج "أجناد مصر"، ك"جماعة إرهابية". وفي يناير/ كانون ثان الماضي، قال قائد الحركة، همام عطية (الذي أعلن مقتله لاحقا)، إن عناصر جماعة أجناد مصر "ينتهجون أسلوب القنابل البدائية لإلحاق الضرر بمن يقوم بتفكيكها من رجال الأمن أو القوة الأمنية المستهدفة دون المواطنين الأبرياء". وأضاف في تسجيل مصور على موقع "تويتر" أن ولاء حركته 'للإسلام وليس لأي جماعة أو حركة داخل مصر أو خارجها"، إلا أنهم "يعلنون الحرب على النظام، ويؤكدون البراءة منه ووجوب الجهاد ضده، ويتهمونه باستضعاف المسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم". العقاب الثوري: المحافظات / مرافق حكومية أعلنت عن نفسها في يناير الماضي، ومنذ ذلك التاريخي تبنت العشرات من الهجمات التي جرت في القاهرةوالمحافظات، لكنها ظلت بعيدة عن سيناء. وأبرز عملياتها، مؤخرا، ما أطلقت عليه اسم "قطع الألسنة"، بتفجير أبراج في مدينة الانتاج الاعلامي (مقر فضائيات مصرية)، الثلاثاء الماضي، قبل أن توثقه بمقطع فيديو. وقالت الحركة في بيانها التأسيسي، إنه "حان الوقت لتنتهج الثورة مسارها الصحيح للتخلص من (ما وصفته ب) النظم الديكتاتورية والقمعية التي تعمل على وئد الثورة فلا سبيل إلا بامتلاك القوة المسلحة". وأكدت أنها "لا تستهدف سوى من تورط فى قتل المصريين وتعذيب المعتقلين وسرقة خيرات الوطن".