أعرب مواطنون أتراك من أصول أرمنية عن استيائهم من تصريحات بابا الفاتيكان "فرانسيس"، التي وصف فيها أحداث الأناضول عام 1915 ب "الإبادة الجماعية". وقال رئيس الجماعة الأرمنية في حي "وقفلي" بمنطقة "صمان داغي" في ولاية "هطاي" جنوبي تركيا، "جيم تشابار"، في حديث مع الأناضول، "نحن هنا جميعا أخوة، الأتراك، والأرمن، والمسيحيون، والمسلمون، والعلويون، والسنة. نشعر بالانزعاج عندما يتم تسييس مثل هذا النوع من الأحداث، وفرض (وجهات نظر معينة) على الآخرين". بدوره قال "موسى أمنيكان"، المواطن التركي من أصل أرمني الذي يقطن في حي وقفلي، إنه مواطن تركي ضمن 76 مليون مواطن، وإن كل ما يرغب به هو حلول السلام في العالم.
ويعيش في حي وقفلي، 135 مواطنا تركيا من أصول أرمنية. وكانت تركيا أول من قدم يد العون لأرمن سوريا، عندما حاصرتهم نيران الحرب، واستقبلت أرمن سوريا الفارين من الاشتباكات في منطقة "كسب"، ووطنتهم بالقرب من أقاربهم في وقفلي، وقامت بكل ما يلزم لتوفير احتياجاتهم الأساسية.
وكان بابا الفاتيكان، "فرانسيس"، ترأس يوم الأحد الماضي، قداسًا خاصًا في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني "سيرج ساركسيان"، إحياءً لما يسمى ب "ذكرى ضحايا الأرمن" الذين فقدوا حياتهم عام 1915، حيث شارك في القدّاس، رئيس الكنيسة الأرمنية الرسولية "كاريكين الثاني"، والكاثوليكوس الحالي ل "بيت كيليكيا الكبير" في لبنان "آرام الأول كشيشيان"، حيث قال البابا في بداية كلمته "إنَّ أول إبادة جماعية في القرن العشرين وقعت على الأرمن" على حد وصفه.
يذكر أن الأرمن يطلقون بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى تجريم تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير، على أيد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف بأحداث عام 1915، كما يفضل الجانب الأرمني التركيز على معاناة الأرمن فقط في تلك الفترة، وتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضد الأرمن.