حذَّر سياسيون من خطورة تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وقيادات الجماعة، متوقعين سيناريو يكسوه اللون الأحمر وفوضى تعم البلاد، بعد أن تفلت يد السيطرة على شباب الجامعة الغاضب والذي ترغب فئة كبيرة منه في القصاص لدماء الضحايا الذين سقطوا منذ أحداث 30 يونيو وما سبقها. وقالوا ل"المصريون"، إن الشعار الذي حمله المرشد العام منذ أن ألقى خطبته الشهيرة خلال اعتصام رابعة في العام قبل الماضي 2013، والتي تحدث فيها عن السلمية، متخذا من شعار "سلميتنا أقوى من الرصاص" توجها عاما للجماعة، ربما يكون في طي النسيان والتاريخ. مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية، قال إن الأحكام تعبر عن غباء النظام الذي جعل الجميع لا يستطيع توقع ما الذي سيفعله تجاه المحكومين بالإعدام، وعلى رأسهم الدكتور محمد بديع صاحب الرقم القياسي في هذا الشأن، متوقعا أن ينضم أيضا مرسي إلى هذه القائمة الطويلة. وأضاف البدري ل"المصريون" أن النظام قد يفعل أي شيء يساعده في تثبيت حكمهم وإذلال الشعب. وتوقع البدري تنفيذ تلك الأحكام في حال ثبتت القوى الثورية وعلى رأسها جماعة الإخوان على موقفها تجاه ما وصفه ب"الانقلاب". وتابع أنه في تلك الحالة ستكون المواجهة شديدة جدا مع شباب الجماعة وعموم أبناء الحركة الإسلامية الذين يكنون كل التقدير والاحترام للمرشد حتى لو كانوا مختلفين معه، وأظن أن الثورة المصرية ستأخذ منعطفا جديدا بعيدا عن حكمة الشيوخ وتريثهم. واختتم البدري: "عموما.. الشارع المصري على وشك انفجار عارم يخرج عن أي سيطرة وقد يكون تنفيذ الإعدامات بمثابة فتح فوهة البركان". حسام المتيم، أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين، والمنسق العام لمجلس قيادة شباب الثورة، قال إن أول الفوضى إعدام، محذرا النظام: "رد الفعل غير متوقع، والأمر سيخرج حينها عن السيطرة، ولا يمكن لأحد حساب ردة فعل الشباب أو توجيهها فضلا عن السيطرة عليها". وأضاف المتيم ل"المصريون"، أن النظام الحالي لن يجرؤ على تنفيذ تلك الأحكام، فهي تهديدية من نظام وصفه ب"الانقلابي الفاشل". سامح عيد، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، توقع تخفيف أحكام الإعدام الصادرة بحق مرشد الجماعة وقياداتها إلى مؤبدات، لعدة أسباب أبرزها العلاقات الدولية المتشابكة، وكبر سن المتهمين. وأضاف عيد ل"المصريون" أن السيسي حاول أكثر من مرة إطلاق سراح معتقلين ومن بينهم قيادات من جماعة الإخوان المسلمين، لكنه كان يصطدم بالقانون وأحكام القضاء. وأشار إلى أن الأحكام النهائية بحق المرشد وقيادات الإخوان تتوقف على عدة اعتبارات أبرزها الأوضاع الدولية المتشابكة حاليا، نظرا لاعتماد السعودية في اليمن على إخوان اليمن، والتقارب السعودي التركي القطري، في ظل التحالف المصري السعودي حاليا، وعدم استقرار الأوضاع بين مصر وتركيا وقطر. واستبعد عيد لجوء شباب الإخوان إلى العنف في حالة تنفيذ الأحكام.