فيما بدا أنه يأتي ردا على انسحاب العديد من الأحزاب من "التحالف الديمقراطي من أجل مصر"، قررت جماعة "الإخوان المسلمين"، وذراعها السياسي حزب "الحرية والعدالة" خوض الانتخابات على 90% على الأقل من مقاعد الفردي بجميع الدوائر على مستوى الجمهورية في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وترك مكتب الإرشاد في اجتماع ساخن عقده السبت بحضور الدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة" الباب مفتوحا للمنافسة على جميع المقاعد الفردي في جميع المحافظات، على ضوء التوقعات بأن لدى مرشحي "الإخوان" فرصة كبيرة أكبر من غيرهم بالفوز. وسادت أجواء من التفاؤل خلال الاجتماع بأن المقاعد الفردي ستكون في الغالب من نصيب "الإخوان"، إذ لن يستطيع أي مرشح مستقل أو مرشحي أي حزب من الأحزاب الأخرى أن يتحرك في الدوائر الفردية الواسعة والمترامية الأطراف. في حين يتمتع الإخوان بميزة أن لهم تواجد في جميع الدوائر مهما كان اتساعها حيث يوجد لهم أتباع وأنصار في القرى والنجوع والمدن وعواصم المراكز والمحافظات سيكون لهم دورا فاعلا في مساعدة مرشحي الجماعة والترويج لهم وحشد الناخبين للتصويت لصالحهم, كما أكدت المناقشات. وقال مصدر إخواني طلب عدم ذكر اسمه، إن الجماعة تخطط للفوز بثلث المقاعد لترد ذلك عمليا على الأحزاب والقوى السياسية التي انشقت على "التحالف الديمقراطي"، الذي يعد حزب "الحرية والعدالة" أكبر مكوناته, خاصة حزب "الوفد" وأحزاب السلفيين الذين قرروا تدشين تحالف إسلامي لمواجهة مرشحي "الإخوان، بعد فشل اللقاء الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، المرشد الروحي لحزب "النور" مع الدكتور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة" يوم الخميس الماضي. أما على صعيد على قوائم "التحالف الديمقراطي" فقد ارتفعت حصة "الإخوان" إلى 70 % من إجمالي المرشحين، في حين سيذهب الحصة المتبققية إلى المرشحين المنتمين للأحزاب ال 6 الأخرى، ويأتي على رأسها حزب "الكرامة"، حيث سيتم ترشيح حمدين صباحي وأمين إسكندر وسعد عبود وكمال أبو عيطة, في الوقت الذي قرر فيه حزب "الحرية والعدالة" صرف النظر عن ترشيح حافظ أبو سعدة بعد قرار سامح عاشور رئيس الحزب "الناصري" الانسحاب من التحالف. يأتي هذا في الوقت الذي قرر حزب "الحرية والعدالة" ترشيح أمينه العام الدكتور محمد سعد الكتاتنى في المنيا, في حين سيترشح الدكتور عصام العريان في الجيزة, كما سيتم ترشيح عدد من أبرز قياداته ومن بينهم الدكتور رفيق حبيب والدكتور محمد البلتاجى والمهندس سعد الحسيني والدكتور محمد جمال حشمت والدكتور حلمي الجزار وعدد أخر من كوادره ذات الوزن الثقيل. أما فيما يتعلق برئيس الحزب الدكتور محمد مرسي، رئيس كتلة "الإخوان" في برلمان 2000، فأكدت المصادر أنه لن يترشح سواء في مسقط رأسه بالشرقية أو في محل إقامته الحالي بالقاهرة. وقام الأمين العام للحزب الكتاتنى بعمل توكيلات لجميع أمناء الحزب بالمحافظات للتقدم بالنيابة عنه بقوائم المرشحين بعد أن قاربت المفاوضات مع الأحزاب المشاركة في التحالف على الوصول لاتفاق نهائي.
