هكذا ينبغى عليك أن تفعل حتى تكون عضوا فى نادى الوطنيين المخلصين ، وإلا فلا مكان لك بيننا لأنك لو لم تفعل فأنت خائن للدين والوطن ، ولا تستحق أن تشرب من نيلها أو حتى تغنى لها . عليك أن تكون دائما على أهبة الاستعداد للإشادة بالقرارات المصيرية التى يصدرها الرئيس . فإذا قرر إرسال قوات برية إلى اليمن ، فلابد أن تصف القرار بأنه شجاع ، انحاز للعروبة والقومية ونصرة الحق ومحاربة الإرهاب الحوثى . وإذا قرر نفس الرئيس هو هو عدم إرسال قوات برية إلى اليمن ، فعليك أن تصف القرار بأنه قرار وطنى ، انحاز لإرادة الشعب وقدم مصلحة المصريين والحفاظ على سلامة أبناء جيش مصر على أى اعتبارات أخرى ، واستجاب لنداء الشعب المكتوم ( يا روح ما بعدك روح ). وإذا قرر الرئيس بناء عاصمة جديدة بتكلفة 45 مليار دولار فهو قرار يستشرف آفاق المستقبل ويضع مصر على طريق النهضة الشاملة . وإذا عاد نفس الرئيس بعينه ، ليقرر أن ميزانية الدولة لا تسمح ببناء عاصمة جديدة وأن الأولوية لرفع مستوى معيشة المواطن بتاع العاصمة القديمة ، فهو عين العقل وضربة معلم من الرئيس لمن أرادوا توريط مصر فى هذا المشروع الفاشل رافعا شعار ( القديمة تحلى ولو كانت وحلة ) . إذا جاء إلى مصر أمير دولة ، كنت أنت وإخوانك الوطنيون المخلصون تشتمونها ليل نهار لأنها تتآمر على مصر وتطالبون بإرسال قوات لتسويتها بالأرض وجعل عاليها سافلها. فعليك كمصرى وطنى شريف أن تكون مستعدا للإعجاب الشديد بموقف الرئيس من هذه الزيارة أياً ما كان هذا الموقف . فإذا أرسل الرئيس أحد موظفى وزارة الخارجية لاستقباله ولم يهتم هو به ، أو مد هذا الأمير يده ليصافح الرئيس عندما قابله صدفة أمام قاعة المؤتمر ، فتجاهله الرئيس أونظر إليه شزراً ، فهذا هو المنتظر من الرئيس الذى أعلى كرامة الوطن ورفض أن يصافح رجلا يدعم الإرهاب الأسود والأخضر وغيره من ألوان الإرهاب الذى يتسبب فى قتل أبناءنا فى سيناء وحتتاً اخرى لا نعلمها ، الرئيس يعلمها. أما إذا ذهب الرئيس بنفسه ليستقبل الرئيس الضيف فعانقه وقبله وهش له وبش ، فهذه هى أخلاق الكبار ، وذاك هو كرم الضيافة اللائق بالشقيقة الكبرى مصر التى تجمع ولا تفرق ، وترد الإساءة بالإحسان ، ولا تعمل عقلها بعقل الدول الصغيرة . وعلى رأى المثل ( المصارين فى البطن بتتعارك ) . وحتى لا توقع نفسك فى الحرج ويبقى شكلك وحش . انتبه . وأنت تقرض أبيات الغزل والثناء الحسن على أى قرار أو موقف للرئيس ، عليك ألا تسفه أو تنتقد معكوس هذا الموقف أو نقيض ذلك القرار ، فربما يفاجئك الرئيس فى اليوم التالى بعكس ما فعله بالأمس . ثم انك وحتى تبدو متوازناً ولست مجرد مداحاً للرئيس رداحاً لخصومه ، فلابد بين الحين والآخر أن تنتقد بعض قرارات الرئيس أو أحد وزرائه . ولكن كن فطناً ، فلابد أن يضيف النقد إلى رصيد الرئيس عند الناس ولا ينقص منه شيئا . أخرج يوما على الناس وأنت غاضب و(مدخن) من كتر الغيظ وذلك بسبب تمسك الرئيس وحكومته بتطبيق القانون ، وحرصهم البالغ على الحريات الشخصية وحقوق الإنسان ، فى الوقت الذى تواجه فيه مصر اعتى واعنف حرب إرهابية تزلزل كيان الوطن ، وقل لهم ( لا يفل الحديد إلا الحديد) . كفاية طبطبة على هؤلاء المجرمين أعداء الوطن ، فهؤلاء الإرهابيون لا يفهمون إلا لغة الرصاص والقتل . عليك أن تبدى صدمتك وانزعاجك البالغ من إصرار الرئيس على إبقاء بعض الدعم للسلع الغذائية ومواد الطاقة إلى الآن ، فى الوقت الذى يتعامل فيه العالم كله باقتصاديات السوق وفى وسط الكلام قول انك فاهم أن الرئيس يراعى ظروف القلة من الفقراء فى مصر ، ولكن لا بد للرئيس أن يستجيب لنداء المصريين ومناشدات الفقراء منهم قبل الأغنياء بإلغاء الدعم الذى يذكرهم بأيام الفقر وطوابير الجمعية . عليك أن لا تنتقد عمل الوزراء ولا رؤساء المصالح ولا المحافظين ، لأن ذلك يفهم خطأ على أنه سوء اختيار من الرئيس لكبار موظفيه . ولكن يجب أن تعترف بوجود قصور فى عمل بعض الوزارات وذلك فقط عندما يتسرب إليك خبر عن قرب إجراء تعديل وزارى ، حتى يعلم الجميع أن الرئيس (دارس ومصحصح ) وميعجبوش الحال المايل . لا بد أن تدرك أن مصلحة الوطن العليا فوق أى اعتبار آخر ، حتى ولو كان متعلقا بمصلحة الوطن العليا . وتحيا مصر .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.