الشعب المصرى يدرك تماما أننا فى حالة حرب، ولذلك فالوطن يحتاج إلى مجلس حرب وحكومة حرب هذا هو مفهوم البسطاء، ومن هذا المنطلق فإن الشعب لن يستسلم للابتزاز، فهو الرقم الصعب فى أية معادلة سياسية، ومع حالة الاندماج الوطنى التى عاشها الشعب يومى الاستفتاء وخروجه بالملايين ليثبت للعالم كله أنه يرفض الوصاية، وكما وصفه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر: إن الشعب هو القائد والمعلم، فهو يعلم تمام العلم أنه آن الأوان لإعادة ترتيب الأولويات وزيادة القدرات والإمكانات لاستكمال خريطة المستقبل. والشعب يريد أن يطمئن إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسى لن يخذله ويتقدم بالترشح للانتخابات الرئاسية مع علمه بأن السيسى يحسب المسألة بدقة من جميع النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن مصلحة الوطن والشعب على رأس أولوياته، ندعو الله أن يوفقه فى إزالة كافة العقبات التى يثيرها البعض الذين يرتعبون ويصيبهم الذعر من فكرة ترشح السيسى للرئاسة، فأقول لهؤلاء ياقصيرى النظر وعديمى المعرفة بقراءتكم للتاريخ والحاضر فلن تفهموا لأنكم لاتبحثون إلا عن مصالحكم وتريدون مصر دائما فى «شجار ونقار» العبوا غيرها فما حدث بالأمس لن يجد له أرضا خصبة كالسابق، انشروا الشائعات كما شئتم، لكن أبشروا بأن الشعب المصرى عرف طريقه ولن يغير مساره أحد، إلجأوا لأساليب أخرى لصالح الوطن لتكونوا جزءا من المشهد المصرى وإلا فستكون النتيجة وبالا وشقاءً عليكم. فالمشهد والمؤامرة واضحة، أما الموقف التاريخى غير المسبوق من الفريق السيسى موقف فيه عزة وكرامة وحرية واستقلالية للمؤسسة العسكرية، باتخاذه موقفا فيه مخاطرة دون خوف من تداعيات هذا الموقف فقد تحمّل المخاطرة شخصيا بانحيازه للشعب المصرى، فى الوقت الذى لم نر أى أحدا من السياسيين الموجودين على الساحة اتخذوا موقفًا إيجابيا تجاه الشعب. أو بهذا القرار الجرئ الذى انحاز فيه للشعب حارب أيضا دولا كبرى واجهزتها المخابراتية لإنقاذ مصر من مخطط التقسيم وشرق أوسط جديد، وأصبح هو «طوق النجاة» لمصر وأملها لذلك تعامل معه الشعب على أنه «المخلَّص والمؤيَّد» فى تخليصه من الجماعة».... فالشعب يعلم تمام العلم أنك لا تسعى إلى سلطة بلى إن السلطة هى التى تسعى اليك باعتبارك مخلّصهم، لذلك فإن الله سيعينك عليها، وتذكر موقف أمير المؤمنين «عمر ابن عبد العزيز» الذى سعت إليه الخلافة وكان رافضًا لها فأعانه الله عليها وامتلأت الخزائن وكثرت الفتوحات.. لقد غامرت بحياتك فى سبيل إنقاذ هذا الوطن فأنت لها لأن الخوف كل الخوف من عدم ترشحك للرئاسة لأن مصر ستصبح فى هذه الحالة «سوبر ماركت كبير للمرشحين للرئاسة وسنعود إلى الدولة «الرخوة» وهو ما لا ترضاه لهذا الوطن. إننا فى مرحلة فارقة فى تاريخ وطننا العزيز ولديك رؤية واستراتيجية لمواجهة كافة التحديات، فتحمل معنا هذه المسئولية الجسيمة التى لن يتحملها غيرك بصبر واقتدار وحكمة ورؤية للتعامل مع كل هذه الأزمات فأنت طوق النجاة لهذا الوطن. وأقول قول الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر