انتشرت فى الفترة الأخيرة دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، للمطالبة بمنح جائزة نوبل للسلام لهذا العام إلى الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي. ودشن عدد من النشطاء والمغردين وثيقة أسموها "رد الجميل "، إذ حيث قام الدكتور معتز مختار الخبير الاقتصادى لإدارة الأزمات حملة لجمع توقيعات لترشيح السيسى لنيل جائزة نوبل للسلام، وقامت الحملة بجمع التوقيعات بمنطقة مصر الجديدة كبداية وجاءت نص الوثيقة كالتالى "دولة تنبذ العنف والإرهاب والتطرف.. دولة تعزز الاستقرار والأمن الإقليمي، وتحترم جوارها.. تدافع ولا تعتدي.. تقبل وتحترم الآخر وتؤمن بأن الاختلاف وسيلة للتعارف ولإثراء الحضارة الإنسانية"، ألا يستحق من أنقذ مصر نوبل للسلام.. ألا يستحق رد الجميل". ولم يتوقف الأمر عند حملة التوقيعات بل رشحت صحيفة "ذا إنترناشيونال" الإماراتية السيسى لنيل الجائزة، مؤكدة أنه نجح فى توحيد الصف العربى لمواجهة الإرهاب وتكوين جيش عربى مشترك. وقالت الصحيفة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحظى بشعبية كبيرة فى العالم العربي، لدوره فى مكافحة الجماعات الإرهابية، مؤكدة أن يستحق الجائزة ليس فقط لتحقيقه الاستقرار فى مصر ، وإنما لتوحيد الصف العربى أيضًا لمواجهة الأخطار التى تترصد له. ويقول الدكتور عادل عامر، رئيس مركز "المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية"، إن جائزة نوبل لها عدة شروط من أجل الحصول عليها لأنها جائزة عالمية وبالرغم من ذلك إلا أن اللجنة التى تمنح الجائزة لا تخضع لمعايير محددة وتعطى الجائزة بغرض أهداف معينة وبالتنسيق مع هيئات لها حساسية خاصة. وأشار إلى أن "ما يقوم به المواطنون من تجميع توقيعات ما هى إلا حملة دعائية تهدف إلى إبراز أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يتمتع بشعبية كبيرة داخل مصر فهى مسألة دعائية أكثر من أى شى آخر". وأضاف: "الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يقم بما يستدعى أن يحصل على جائزة نوبل من أجله وذلك لأنه لم يكمل عامه الأول فى الحكم ومن الصعب جدًا أن يتم اختياره فلا وجود لمساع كبيرة ناحية السلام تستدعى أن يحصل على الجائزة". فيما يقول سامح العطفى مدير مركز لندن للدراسات السياسية والاقتصادية، إن "هذه الدعوات ما هى إلا تعبير عن مدى الانحطاط الفكرى والسلوكى لمن يطالبون بها فكيف يطالبون أن يحصل السيسى على جائزة نوبل للسلام وهو من قام بفض اعتصامى رابعة والنهضة والتى راح ضحيتهما آلاف الأبرياء والأرواح". وأضاف العطفي، أن "هناك عدة دعاوى قضائية ضد السيسى فى الخارج وكلها مرتبطة بحقوق الإنسان فكيف بعد كل هذه الأفعال يتم ترشحيه لنيل الجائزة" ؟ فيما اعتبر الدكتور خالد متولى، العضو بحزب "الدستور"، أن "فوز السيسي بجائزة نوبل من ضرب الخيال فكيف لمن يطالب بأن يحصل على جائزة تعبر عن السلام وكل ما يقوم به هى الحروب فهو مشترك فى الحرب ضد اليمن، إضافة إلى أنه لم يستطع القضاء على الإرهاب حتى الآن وكل هذه الأمور لا تجعله يحصل على الجائزة فملف الإرهاب مازال موجودًا وإلى الآن تواجهه الدولة". وأشار متولي، إلى أن "هناك عددا من الإعلاميين المصريين يروجون لهذه الفكرة حتى ينسى المواطنون ما قام به السيسى من انتهاكات ضد حقوق الإنسان بداية من فض اعتصامى رابعة والنهضة وإصداره مجموعة من القوانين تحد من الحريات، بالإضافة إلى أنه قام خلال الفترة الماضية بالمشاركة فى ضرب اليمن وضرب ليبيا فكيف يتم مجرد التفكير فى ترشيحه لهذه الجائزة"؟.