توعد رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، اليوم الأربعاء، بهزيمة "داعش" في محافظة الأنبار، غربي البلاد، "استكمالا للانتصار المحقق الأسبوع الماضي في تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال)". جاء ذلك في تصريحات للعبادي خلال زيارته قاعدة الحبانية في محافظة الأنبار، اليوم، للاطلاع على الحملة العسكرية لتحرير المحافظة بالكامل من تنظيم "داعش"، حسب بيان أصدره مكتبه وتلقت وكالة "الأناضول" نسخة منه.
والتقى العبادي بالمسؤولين في المحافظة والقيادات الأمنية، حيث تم تقديم موجز عن الأوضاع الأمنية وعن الآليات العسكرية، وعن مشاركة أبناء المحافظة لاستعادة مناطقهم من تنظيم "داعش".
ووفق البيان، فقد حيا العبادي في كلمة ألقاها أمام تجمع كبير من مقاتلي أهل الأنبار "القوات الأمنية وأبطال الحشد (ميليشيات شيعية موالية للحكومة) في قتالهم لتنظيم داعش الإرهابي الذي انكسر أمام أبطالنا في تكريت وبقية المناطق".
وقال إن "وقفتنا ومعركتنا القادمة ستكون هنا من أرض الانبار لتحريرها بالكامل وسننتصر في الأنبار ونحررها من داعش كما انتصرنا في تكريت".
وأضاف: "لن نتوقف وسنحارب أينما تتواجد العصابات الارهابية في العراق وسنحرر كل ارضنا منهم إذ أن هؤلاء يشكلون خطرا ليس على العراق انما المنطقة والعالم".
وفي وقت سابق اليوم، وصل العبادي إلى الأنبار للإشراف على حملة عسكرية انطلقت اليوم الثلاثاء لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" غربي البلاد.
وفي سياق متصل، قال العميد عزيز خلف الطرموز، المستشار الأمني لمحافظ الأنبار، اليوم الاربعاء، إن "49 من مسلحي داعش قتلوا وأصيب 27 آخرون في قصف لطيران التحالف الدولي ومواجهات واشباكات في مناطق متفرقة من مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار)".
وأوضح في حديث لوكالة الأناضول، أن الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع القوات الأمنية قصف مبنى وزورق تابعين للتنظيم، وهو ما أسفر عن مقتل 30 مسلحا وإلحاق خسائر كبيرة بهم.
كما أشار إلى أن القوات الأمنية تمكنت من قتل 19 من مسلحي التنظيم وإصابة 27 آخرين خلال عملية تحرير منطقة السجارية بالمدينة، فضلا عن تدمير مواقع مهمة ودفاعية لعناصر داعش في المنطقة.
وعادة ما يعلن مسؤولون عراقيون مقتل العشرات من تنظيم "داعش" يومياً، دون أن يقدموا دلائل ملموسة على ذلك، الأمر الذي لا يتسنى التأكد من صحته من مصادر مستقلة، كما لا يعلن تنظيم "داعش" عادة عن خسائره في المعارك التي يخوضها في العراق.
وأمس الثلاثاء، بدأت القوات العراقية حملة لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية.
ويشارك في هذه الحملة 10 آلاف مقاتل من أبناء عشائر الأنبار السنية إلى جانب قوات الجيش والشرطة المحلية والاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع والطيران الحربي العراقي وبمساندة من غارات التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة.
وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي وجد فيها "داعش" موطئ قدم قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014.