قال أحمد عبد الجبار الكريم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين (شمالي العراق)، إنه غادر المحافظة بصحبة المحافظ، رائد الجبوري، احتجاجا على أعمال السرقة والنهب التي تقوم بها فصائل من قوات الحشد الشعبي (قوات شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة) في مدينة تكريت، مركز المحافظة. وأوضح "الكريم" في تصريح لوكالة الأناضول أنه خرج من المحافظة بعد وقوع تلك الانتهاكات، وعدم وضح حد لها من قبل الحكومة المركزية. ومضى قائلا: "المحافظ رائد الجبوري كان قد أبلغ رئيس الوزارء العراقي حيدر العبادي بتلك الانتهاكات، وغادر المحافظة بعدما عجز عن منع عناصر الحشد من سرقة بعض المحلات وحرقها". ولفت رئيس مجلس المحافظة إلى أنه وأثناء تجواله والمحافظ بموكب رسمي وسط مدينة تكريت، حاولا وقف تلك الأعمال التخريبية، إلا أنهما قوبلا بعبارات طائفية من قبل ميليشيات الحشد الشعبي، مشيرا إلى أن الحادثة تطورت إلى مواجهات مسلحة أدت إلى إصابة عدد (لم يحدده) من أفراد حماية المسؤولين المحليين في المحافظة. في المقابل، قال مشعان الجبوري، نائب رئيس البرلمان العراقي، إنه "وحتى ظهر يوم أمس لم تكن هناك أي عمليات سلب أو نهب، لكن بعد عصر يوم أمس بدأت عمليات سرقة بشكل محدود". وأضاف الجبوري في تصريح للأناضول: "عمليات السرقة تمت في البداية من قبل الشرطة الاتحادية، ثم شارك فيها عدد من الفصائل التي لم تشترك في المعركة، وإنما جاءت بعد تحرير المدينة"، مؤكدا أن الفصائل التي قامت بعمليات النهب "لا تمت بصلة لقوات الحشد التي شاركت في تحرير تكريت". وأشار إلى أن العبادي أبلغه بأن هناك قوات تابعة لمجلس الوزراء توجهت إلى تكريت وستقوم باعتقال أي عنصر يمارس تلك الانتهاكات. وفي وقت سابق، أمر العبادي، حسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، قوات الأمن ب "التصدي لحالات التخريب التي تمارسها عصابات (لم يحدد هويتها) تريد الاساءة الى البطولات التي سطّرها مقاتلو قواتنا البطلة والمتطوعون من الحشد الشعبي". وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وقوات الحشد الشعبي على مدينة تكريت، الثلاثاء الماضي، وذلك بعد معارك عنيفة خاضتها مع تنظيم "داعش" خلال الشهر الماضي. وقال أسامة النجيفي، نائب الرئيس العراقي (سني)، في بيان أصدره في وقت سابق اليوم الجمعة، إن كلاً من رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي أقرا بتعرض ممتلكات المدنيين في مدينة تكريت إلى النهب والحرق على أيدي جماعات مسلحة بعد خروج مقاتلي "داعش" منها. ونفى الحشد الشعبي، أمس الخميس، قيام عناصره بعمليات ممنهجة لسرقة المنازل وحرقها في مدينة تكريت، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في بغداد. وفي سياق آخر، قتل 23 من عناصر تنظيم "داعش" في قصف جوي لطيران التحالف الدولي، مناطق شمالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار (غرب)، حسب العميد عزيز خلف الطرموز، المستشار الأمني لمحافظ الأنبار. وفي حديث للاناضول، أوضح الطرموز أن "الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، قام بقصف مقر قيادة تنظيم داعش الإرهابي في شمال مدينة الرمادي، ما أسفر عن قتل 23 عنصرا وتدمير مركبة تحمل سلاحا ثقيلا". ولفت إلى أن "عناصر تنظيم داعش قامت بقصف الحي المدني في ناحية الحبانية (30 كم غرب الرمادي)، بقذيفتي هاون، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة 3 مدنين وتدمير مركبة مدنية وإلحاق اضرار كبيرة بعدد من المنازل". في ذات السياق، قال اللواء الركن كاظم الفهداوي، قائد شرطة محافظة الانبار، في حديث للاناضول، إن "عناصر تنظيم داعش الإرهابي شنوا هجوما واسعا على القوات الأمنية في منطقة طوي شمالي مدينة الرمادي بالأنباء، وتمكن بعد مواجهات واشتباكات من فرض سيطرته على المنطقة، وأسر وإعدام 7 أشخاص بينهم أفراد بالشرطة المحلية". ورغم خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، إلا أن التنظيم ما زال يحافظ على سيطرته على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي. وتعمل القوات العراقية ومليشيات موالية لها، وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش" في شمال وغرب البلاد، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم. وفي سياق آخر، قتل 7 أشخاص وأصيب 26 آخرون، اليوم الجمعة، في تقجيرات وأعمال عنف ضربت مناطق متفرقة من العاصمة العراقيةبغداد، حسب مصدر في الشرطة. وقال ضابط شرطة برتبة نقيب لوكالة الأناضول، طالبا عدم ذكر اسمه، إن 3 قنابل محلية الصنع انفجرت في مناطق الغزالية والمدائن (جنوب) والعامرية (غرب)، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 26 آخرين بجروح، كما قتل موظف في الوقف السني إثر انفجار قنبلة ثبتها مجهولون على سيارته، شمالي بغداد، فيما عثرت قوات الامن على جثة رجل اختطف من منزله قبل يومين جنوب شرقي بغداد". والتفجيرات اليومية وأعمال العنف الأخرى باتت ظاهرة مألوفة في بغداد على مدى السنوات الماضية وتستهدف في الغالب تجمعات المدنيين ما يؤدي لسقوط ضحايا.