8 قتلى منذ تولى «عبدالغفار» الوزارة 237 حالة وفاة بالسجون منذ 30 يونيو «حجز الكفار» لفقراء قسم شرطة مدينة نصر 50 حالة إخفاء قسرى بقسم أول المنصورة قسم المطرية.. الداخل مفقود والخارج مولود. انتهاك حرمة 200 طفل بمعسكر الأمن المركزي ببنها تزايدت حدة الانتهاكات بحق المعتقلين فى مقار الاحتجاز، منذ أن تولى اللواء مجدى عبد الغفار، وزارة الداخلية، خلفًا للواء محمد إبراهيم، رغم كون تلك المقار والأقسام سيئة من الأساس منذ أحداث 30 يونيو، لتشهد أقسام الشرطة 5 حالات وفاة لمعتقلين فى ثلاثة أيام فقط، ليرتفع تعداد القتلى ولم يكمل وزير الداخلية الجديد، شهره الأول بالوزارة إلى 8 حالات وفاة، سواء بسبب التعذيب أو سوء الرعاية. فبتاريخ 26 مارس الماضي، توفى محمد محمود عوض عابد 38 عاما، متأثرا بإصابته بالسل داخل قسم أول المنصورة بسبب سوء الرعاية الصحية، وفى نفس اليوم قتل إبراهيم محمد محمود النجيرى داخل قسم ثان المنصورة بسبب خضوعه لعمليات تعذيب وحشية وضرب أفضى إلى موت، بحسب الناشط الحقوقى أحمد مفرح. وبحسب تقرير أصدره مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب، قتل خالد خليل خضر، داخل سيارة شرطة تابعه لقسم شرطة بنى مزار بعد قيام ثلاثة أمناء شرطة بضربه وتعذيبه، وهو يعد الحالة الثانية للموت داخل سيارة شرطة منذ 30 يونيو 2013. وبتاريخ 27 مارس الماضي، توفى شحاتة عزيز مقار، 68 عاما، داخل سجن الوادى الجديد لسوء الرعاية الصحية والهبوط فى الدورة الدموية. وفى يوم 29 مارس قتل حسين محمود عبد المولى بداخل قسم شرطة الهرم لخضوعه لعمليات تعذيب وحشية حتى الموت على يد المباحث، بحسب ذويه. وبالحالات الخمس الجديدة يرتفع أعداد القتلى داخل السجون والمعتقلات منذ تولى السيسى رئاسة الجمهورية إلى 108 قتلى. وبالحالات الخمس الجديدة يرتفع أعداد القتلى داخل السجون منذ 30 يونيو 2013 إلى 237 حالة قتل ووفاة. وبوفاة شحاتة عزيز مقار، بداخل سجن الوادى الجديد ترتفع حالات الوفاة والقتل بهذا السجن إلى 16 حالة منذ 30 يونيو 2013 وحتى الآن. وبمقتل إبراهيم النجيرى ومحمد عابد يرتفع القتلى داخل أقسام الشرطة بالمنصورة إلى 12 قتيلاً منذ 30 يونيو وحتى الآن. بوفاة خالد خليل خضر تكون هذه هى الحالة الثانية من نوعها لقتل أو وفاة محتجز داخل سيارة الشرطة منذ 30 يونيو وحتى الآن. كل هذه الحالات ومع تكاثرها وتتابعها القاتل فيها هو شخص واحد فقط، هبوط حاد فى الدورة الدموية، كما تقول تقارير الطب الشرعى ومصالح السجون ومقار الاحتجاز. وفى هذا التقرير نكشف أبرز سلخانات التعذيب "أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز" فى مصر:
سلخانة الدور الرابع بمديرية أمن الإسكندرية هى مقر مباحث أمن الدولة، وتعد أشهر السلخانات، حيث يحتجز المعتقلون المعارضون للنظام بها، وذلك لعدة أيام قبل عرضهم على النيابة، يتعرضون فيها للتعليق دون ملابس والضرب المبرح والكهرباء والتحرش وغيرها من وسائل التعذيب، لانتزاع الاعترافات منهم قبل عرضهم على النيابة، وتتم عمليات التعذيب بقيادة الضابط "م. ف"، تحت إشراف العميد "ش. ع"، مدير المباحث، واللواء "أ. ع"، مدير الأمن. وأرسلت رابطة أسر المعتقلين فى مديرية أمن الإسكندرية، استغاثة للمنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان، لوقف الانتهاكات والمعاملة السيئة التى يتعرض لها أبناؤها فى أماكن الاحتجاز، مطالبة بإطلاق سراح ذويهم المعتقلين. وأكدت الرابطة تعرض الكثير من السجناء السياسيين المحتجزين فى أقسام الشرطة للتعذيب بالضرب بالعصا والصعق بالكهرباء، لإجبارهم على الاعتراف بجرائم وتهم لم يرتكبوها، فضلا عن حرمانهم من زيارات أسرهم ومن الاستشارات القانونية ومن الرعاية الطبية، ووضعهم فى زنازين مليئة بالسجناء وفى أحوال غير صحية، بالمخالفة لكافة المواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
سلخانة وحجز الكفار بقسم شرطة مدينة نصر يعتبر الدور الثانى بقسم شرطة مدينة نصر، واحدًا من ضمن عدة مقار هى الأبشع فى عمليات التعذيب، يقودها عدة ضباط أبرزهم: "إ. م" و"إ. م"، وأمين شرطة يدعى: "ع. م. أ". ويشهد القسم تسعيرات للحجز على حسب إمكانيات المتهم المادية، إذ يعتبر حجز6 هو أفضلها، حيث الليلة الوحيد ب200ج وتدريجيًا حتى نصل لحجز 2 والليلة ب15 جنيهًا، أما حجز3 وهو حجز يطلق عليه النزلاء ب"حجز الكفار" أى الذى يتم فيه تعذيب المعتقلين الذين لا يرغبون فى الدفع. ويصل عدد المعتقلين فى غرفة الحجز الواحدة إلى 100 و150 معتقلا، يجمع منهم المال أمين شرطة يدعى "م. ع" بأمر من المأمور وضباط القسم ويقترب إجمالى اليوم الواحد 3000 جنيه يوميًا، يتم توزيعها على مسئولى القسم.
سلخانة قسم أول المنصورة يتعرض المعتقلون داخل قسم أول المنصورة، بمحافظة الدقهلية للاختطاف التعسفى والإخفاء القسرى والتعذيب لعشرات المواطنين مؤخرًا، الذين تجاوز عددهم حاجز ال 50، بحسب تقرير لمرصد طلاب حرية، ومؤخرًا تم احتجاز عدد من طلاب جامعة المنصورة، حيث تعرضوا بداخله لعمليات تعذيب لعدة أيام متواصلة لإجبارهم على الاعتراف بقائمة من التهم، وتم عرضهم على النيابة وسط غياب محاميهم. وبحسب رواية الأهالى فإن رئيس مباحث قسم أول المنصورة، الدقهلية، "ش. أ"، ومعاونه "م. ه"، يشرفان على تعذيب 13 شابًا تم اختطافهم وإخفاؤهم قسريا دون عرضهم على النيابة، كما تم منعهم من التواصل مع المحامين أو التواصل مع عائلاتهم حتى الآن. والطلاب المعتقلون هم: حسن جمال ريحان، طالب بهندسة السلاب مختطف منذ مساء 27 يناير، بلال أشرف عبد الهادى 18 أولى تربية رياضية أزهر، محمد شوكة طالب فى كلية الدراسات الإسلامية، أحمد سعد محمود، طالب فى كلية الشريعة والقانون، أحمد جمعه الشحات طالب فى الجامعة العمالية، عبدالرحمن الجلادى طالب فى كلية طب بيطري، ومحمد مبارك طالب فى كلية الهندسة معتقلون منذ 1 فبراير، وجلال الدين محمود، طالب فى الفرقة السادسة بكلية الطب والذى يشغل منصب رئيس اتحاد الطلاب فى الكلية ومعتقل منذ يوم 2 فبراير. وتضم القائمة أيضا الطلاب: خالد إبراهيم محمد صبري، طالب فى كلية الهندسة مختطف منذ 2 فبراير، وخالد عبدالحليم هلال، طالب فى كلية الهندسة جامعة السلاب معتقل منذ 31 يناير، وعبدالله رضوان، طالب فى كلية الهندسة جامعة السلاب معتقل منذ 31 يناير، ومحمد ممدوح الشربيني، طالب فى جامعة المنصورة معتقل منذ 31 يناير، وكذلك محمد نبيل، طالب فى الفرقة الثالثة كلية التجارة معتقل منذ 2 فبراير. وكان أهالى المختطفين أرسلوا تلغرافات إلى النائب العام والمحامى العام الأول لنيابات المنصورة يحملونهما المسئولية عن حياة أولادهم كاملة.
قسم المطرية.. مقبرة الإسلاميين يقع شرقى القاهرة، فى شارع الكابلات، ويعد أبرز المقابر الجماعية للمعتقلين، وأشهر سلخانة تعذيب، فى ظل اعتبار المطرية مركز الدعم للمظاهرات المعارضة للنظام الحالي. شهد نهاية حياة لما يزيد على 9 معتقلين خلال عام مضى، بسبب التعذيب الذى أفضى إلى موت، حيث بدأ انتهاج القمع بحق المعتقلين خاصة لو كانوا إسلاميين، بداية من فض رابعة والنهضة فى 14 أغسطس من العام قبل الماضى 2013. وبحسب شهادات لمعتقلين فإن الزنزانة الواحدة بالقسم تحوى نحو 150 معتقلاً، رغم أن سعتها لا تحتمل أكثر من 25 معتقلا، وبها دورة المياه المغطاة بستارة بسيطة لتمنع الرؤية أثناء قضاء الحاجة. شهد القسم عدة حالات تعذيب لمعتقلين حتى الموت، كان آخرها تعذيب المحامى كريم حمدي، 28عامًا، والذى استشهد نتيجة التعذيب المستمر له فى أواخر فبراير الماضي.
معسكر قوات الأمن المركزى ببنها يعد واحدًا من أشهر مراكز التعذيب، شهد انتهاكات صارخة بحق المعتقلين، خاصة الأطفال، حيث يعانى ما يزيد على 200 طفل معتقل داخل معسكر الأمن المركزى ببنها، من التعذيب والانتهاكات المستمرة، وصلت لحد الاغتصاب والتحرش وتجريد معتقلين من ملابسهم، للضغط عليهم لتسجيل اعترافات باطلة. ومعسكر الأمن المركزى ببنها عبارة عن 3 أدوار، الدور الأول والدور الثالث للمعتقلين السياسيين، والثانى للعساكر المسجونين، وكل زنزانة بها حوالى 25 معتقلاً، به ما يزيد على 200 طفل، يتراوح أعمارهم ما بين ال 13 سنة وال 20 سنة.
قطَّور وبسيون أشهر سلخانات الغربية يعد مركزا شرطة قطور وبسيون، من أشهر سلخانات التعذيب بالغربية، تتنوع حفلات التعذيب والتشريفة بالمركزين ما بين كراسى الصعق الكهربائي، والكلاب البوليسية، والضرب بالعصا والكرابيج، ويقود العمليات داخل قسم شرطة قطور الضابط "أ. ش"، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة. ويوجد بالقسم غرفة تسمى "مارينا"، وهى عبارة عن ثلاجة تصل فيها درجة الحرارة إلى حد التجمد، يتم وضع المعتقل فيها طوال الليل عاريا حتى يفقد وعيه، ثم يتم صعقه بالكهرباء وضربه على أطراف الأصابع. ويشتهر مركز الشرطة بتعذيب وسحل المحتجزين وهم مجردون من الملابس.
معسكر الكتيبة 101 بالعريش عبارة عن قيادة قوات حملة الجيش العسكرية على سيناء، يصفه الأهالى هناك بأنه جوانتانامو سيناء، بسبب عمليات التعذيب الوحشية والممنهجة التى يتعرض لها بدو سيناء. وبحسب روايات الأهالى فالكثير من المعتقلين لفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت وطأة التعذيب فى هذا المعسكر، ومنهم الشهيد عيد السويركى 38 سنة، أب لسبعة أطفال. وتتنوع وسائل التعذيب فيه ما بين ربط المعتقلين المقيدين بالحبال فى المدرعات، ثم تطوف بهم المدرعة فى كل أرجاء أرض الطابور للتزحيف، والصواعق الكهربائية.
انتهاكات الصعيد وفى صعيد مصر، وتحديدًا فى محافظة المنيا، فتشتهر أقسام شرطة دير مواس، والمنيا وبنى مزار، حيث لا تختلف كثيرًا عمليات التعذيب التى تتم هناك عن باقى السلخانات الأخرى وجنوب البلاد فى محافظة أسوان، فقد وقع اختيار قوات الأمن لمعسكر فرق قوات الأمن بالشلاش، ليكون مقرًا لعمليات تعذيب النشطاء ومعارضى النظام، وشهد مؤخرًا عمليات تعذيب لمعتقلين أصيبوا خلالها بكسور وجروح لإجبارهم على الاعتراف بتهم ملفقة.