ناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على حل الصراع في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين في ضوء القرارات الدولية، ورفع الحصار عن قطاع غزة. جا ذلك في كلمة ألقاها نيابة عنه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار - بكدار (مؤسسة شبه حكومية)، محمد اشتيه، في افتتاح الندوة التي تنظمها لجنة الأممالمتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، اليوم الثلاثاء، في فيينا، تحت عنوان "التعجيل بالمساعدات الدولية لإعادة إعمار قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية". وبحسب مراسل وكالة الأناضول، يشارك في الندوة التي تستمر يومين، ممثلون عن المنظمات الحكومية الدولية، والمجتمع الدولي، ومنظمات الأممالمتحدة. وانتقد اشتيه في كلمة الرئيس، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، بنيامين نتنياهو، خلال حملته الانتخابية الشهر الجاري، هدد فيها بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية ، وهو ما اعتبرها المسؤول الفلسطيني بأنها "تهدف لتدمير إمكانية إقامة دولة فلسطينية بشكل أساسي". وفيما يتعلق بقطاع غزة، دعا اشتيه، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بالوفاء بالتزاماته تجاه القطاع، قائلاً إن "هناك كارثة إنسانية". وأضاف "يجب على المجتمع الدولي أن يحمي المساعدات التي يقدمها لقطاع غزة، وأن يعمل على رفع الحصار الشامل والكامل عنه، حتى يتم التمكن من إنجاز المصالحة الداخلية"، معرباً عن استعداد السلطة الفلسطينية بإنجاز هذه المصالحة. وفي تصريحات خاصة للأناضول على هامش الندوة، قال اشتيه "إن ما يجري في المنطقة يؤثر على القضية الفلسطينية بشكل كبير". وأضاف أن "هناك إئتلافا للحرب على تنظيم داعش الإرهابي والفلسطينيون يريدون صياغة حرب على الاحتلال الإسرائيلي". وأعرب اشتيه عن أسفه لما تعيشه المنطقة من حالة الفوضى والدم والقتل الأعمى، متمنيا أن تستعيد الأمة العربية عافيتها. من جانبه، قال ناصر قطامي نائب وزير العمل الفلسطيني للأناضول، "يجب على العالم تحمل مسؤولياته وكفاه وعودا بدون تطبيقات"، مؤكداً أن الأولوية لإنهاء الاحتلال من أجل حل القضية. وأضاف "لسنا بحاجة لحلول تصبيرية ولكن بحاجة لحل دائم، ومن خلال إعطاء الفلسطينيين حقوقهم في تقرير مصيرهم والتصرف في مواردهم وبناء اقتصادهم ومؤسساتهم ودولتهم". من جهته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير المنظمة بفيينا، يوري فيديتوف، على ضرورة حل الدولتين، والتعجيل بتقديم المساعدات لإعادة إعمار غزة، معرباً عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية المتردية في القطاع بسبب الحرب (الإسرائيلية الأخيرة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين) والحصار. بدوره، أشار رئيس اللجنة الدولية المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، فود سيك، إلى التزام اللجنة بدعم الشعب الفلسطيني، معرباً عن شكره للدول المانحة التي تقدم مساعدات لهذا الشعب. وطالب سيك، المنظمات الدولية التي تقدم مساعداتها للشعب الفلسطيني، بضرورة تقديم هذه المساعدات في كل المجالات. وكان مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي عقد بالقاهرة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، انتهي بتعهدات دولية بتوفير مبلغ 5.4 مليار دولار أمريكي، منها نحو 2.6 مليار دولار لإعادة إعمار غزة، و المبلغ المتبقي (2.8 مليار دولار)، يخصص للموازنة والحكومة الفلسطينية على مدار 3 سنوات قادمة.