تعيش الكنيسة المصرية هذه الأيام حالة طوارئ استعدادا لانتخابات المجالس المللية لكل الاسقفيات ثم انتخابات المجلس المللي العام للكنيسة الأم التي تجرى كل 5 سنوات ، هذا وعلمت "المصريون" انه يجري الإعداد حاليا للإعلان عن أول جبهة منظمة مضادة للقائمة التي تحظى بدعم البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية . وتعتمد هذه الجبهة على رفض سياسة البابا شنودة في ممارسة سلطاته الروحية ضد معارضيه ، إضافة إلى رفضها للمساومة السياسية التي مارسها البابا مؤخرا خلال الانتخابات الرئاسية حينما طالب جمهور الأقباط بضرورة دعم وتأييد الرئيس مبارك ، وهو في انتظار مساندة الحكومة وأجهزتها الأمنية في هذه الانتخابات للقائمة التي تحظى بدعمه . والثورة على البابا شنودة هذه المرة لا يتولاها العلمانيون المعارضون الدائمون للبابا بل يقود الحملة رجال الكهنوت والخدام ومثقفون أقباط وسياسيون وأعضاء في المجلس الملى وأساقفة ورجال اكليروس .. والجديد في أمر الجبهة أنها أجرت اتصالات مع المعارضين السياسيين للبابا شنودة . وتتضمن مطالب الجبهة ضرورة عدم إقحام البابا في العمل السياسي وضرورة ترك حرية الاختيار والاعتقاد السياسي لجمهور الأقباط بعيدا عن أي ضغوط أو تدخل من الكنيسة كما حدث في الانتخابات الرئاسية. ويشترط لمن يريد أن يشارك في عملية انتخاب المجلس الملي أن يمتلك هذا الناخب خمسة أفدنة زراعية أو أن يكون موظفا حكوميا أو صاحب سجل تجاري وهو ما تعتبره الجبهة المعادية للبابا شروطا إقصائية تصب في صالح الأصوات التي ستنالها جبهة شنودة . من جانبه ، انتقد المفكر القبطي جمال أسعد موقف البابا شنودة الذي سيطر على المجلس روحيا رغم أن هذا المجلس هو مجلس للشعب يدير الكنيسة ماديا وإداريا بعيدا عن البعد الروحي والكنسي ، مقللا من فرص نجاح قائمة الإصلاحيين في هذا المناخ الذي يسيطر فيه البابا شنودة على الجمعية العمومية والمكونة من المقيدين في جداول الانتخابات فضلا عن 7 أشخاص من كل إبراشية يقوم الأسقف بتعزيزهم أي بمعني آخر يتبعون البابا شنودة حاليا وإداريا وكنسيا ، وتكون هذه العوامل سببا في نجاح قائمة البابا وفشل أي قائمة إصلاحية ومعارضة لنفوذ البابا داخل المجلس . وطالب أسعد البابا شنودة برفع نفوذه الكنسي عن المجلس المنوط به إدارة الكنيسة ماليا وإداريا فقط وليس كنسياً حتى يكون عمليا للشعب القبطي بحق .وستبعد جمال أسعد وجود أي تدخلات أمنية لصالح البابا شنودة لإنجاح قائمته في ظل العوامل السابقة التي تؤدي إلى نجاح هذه القائمة . من جانبه، نفي المفكر القبطي الدكتور ميلاد حنا أن تكون جبهة الإصلاح قد أجرت معه أي اتصالات مؤكدا انه لا يعلم بوجود انتخابات في المجلس من أساسه. ورفض حنا الخوض في انتخابات المجلس مشيرا إلى انه لا يناقش قضايا الأقباط ويركز في مناقشاته على قضايا المصريين العامة باعتباره مصريا قبل كل شيء، ما يدفعه البعد عن القضايا الطائفية .