شن أعضاء مجلس الشعب هجوما لاذعا على الحكومة نتيجة غياب جميع أعضائها ، باستثناء وزير النقل محمد منصور ، عن الجلسة التي عقدت أمس لمناقشة كارثة غرق العبارة السلام 98 ، خاصة وأن الحكومة كانت قد تواجدت بالكامل في استاد القاهرة يوم الجمعة الماضي لحضور نهائي بطولة أفريقيا . انتقد النائب الدكتور زكريا عزمي تغيب وزراء الحكومة عن حضور الجلسة ، قائلا إننا أمام كارثة إنسانية ألمت بالشعب المصري ونسأل أين وزيري الصحة والداخلية حتى يسمعوا ما نقوله وأين وزير مجلس الشعب والشورى . وحاول النائب الإخواني الدكتور حمدي حسن مناقشة استجوابه حول هذه الكارثة إلا أن محمد منصور وزير النقل أعلن أنه لا يرغب في مناقشة الاستجواب الآن ، وذلك بعدما وجه الدكتور سرور سؤالا إليه عما إذا كان يرغب في مناقشة الاستجواب!! . وأكد النائب مصطفى بكري أن صاحب العبارة ممدوح إسماعيل سوف يخرج من أزمته سالما ، مؤكدا أن الذين عينوه في مجلس الشورى هم المجرمين الحقيقيين . وطالب بكري بضرورة أن يقدم الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء استقالته بعد تركه للفساد يستشري في البلاد ، وما حدث يمثل جريمة قتل عمد . وتساءل بكري : ألم يكن الأولى بالحكومة أن تعلن الحداد 3 أيام على ضحايا العبارة البالغين ألف شهيد ، لكننا للأسف نرى ونشاهد رئيس الحكومة في نهائي كأس الأمم الأفريقية يرفع العلم ويلوح به يمينا وشمالا. ووصف النائب حمدي الطمان الكارثة بأنها أكبر كارثة بحرية يشهدها التاريخ المصري والعالم ، مشيرا إلى أن الكارثة يحيطها العديد من علامات الاستفهام والغموض ومصالحة الشعب المصري لن تأتي إلا من خلال توضيح كافة الحقائق. وأعرب الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة عن أسفه لانشغال العديد من الوزراء بمتابعة بطولة كأس الأمم الأفريقية وتفضيلها عن متابعة كارثة العبارة ، مؤكدا أن الكارثة الثانية هي تعامل أجهزة الشرطة مع أهالي الضحايا وإلقاء القنابل المسيلة للدموع عليهم في صورة استكملت حلقات الأزمة وللأسف لا يوجد لدينا أي خطط لمواجهة الأزمات والكوارث. وانتقد محمد عبد المقصود نائب البحر الأحمر ضعف الإمكانيات داخل مستشفيات وزارة الصحة ، مشيرا إلى أن الأمور وصلت إلى أن يتم نقل جثمان الضحايا في عربات نقل ثلاجات الأغذية وقال لا يوجد في ثلاجة الموتى بمستشفى الغردقة سوى 13 عين لوضع المتوفين فيها . وتساءل النائب رجب هلال حميدة قائلا : إلى متى يستباح دماء المواطن المصري ما بين قطارات السكك الحديدية والطائرات والعبارات ومن الذي يحمي ممدوح إسماعيل الذي استطاع بنفوذه أن يحصل على شهادات صلاحية لعباراته وبناء ثلاث طوابق جديدة عليها. وتساءل محمد أبو العنين هل يجوز أن تتحرك عبارة من مصر إلى السعودية على مدى أعوام وأن تقوم ببناء ثلاث أدوار دون أي مراجعة مصرية لشروط الأمان ، مشيرا إلى أن هناك علامات واضحة تؤكد عن الإهمال والتسيب ولن يضيع دماء الشهداء هباء فالحدث أليم ، مطالبا وزير النقل بجمع جميع تساؤلات النواب للإجابة عليها. واتهم الدكتور حمدي حسن الحكومة بالإهمال والفساد وطالب بضرورة إقالتها فورا احتراما لمشاعر أسر الضحايا وتساءل أين التعويضات التي تم صرفها لحادث قطار الصعيد وحادثي شرم الشيخ وطابا فللأسف لم يتم صرفها حتى الآن سواء كانت من تبرعات أو من شركات التأمين. وأكد طلعت السادات أن الحكومة متورطة في هذا الحادث وأن الفساد وصل إلى الرأس ، وتساءل لماذا لم يتم التحفظ على صحاب العبارة المسنود الذي تمتع بعضوية مجلس الشورى ، مضيفا " للأسف نقوم بحبس من زور بعض التوكيلات ونحبس صحاب عقار عندما يقع عقاره . وتساءل السادات : لماذا تم إهمال البلاغات التي قدمت للنائب العام من بعض النواب والمواطنين بالتحفظ على ممدوح إسماعيل وهل يرضى ربنا أن رئيس الوزراء يحضر "ماتش كورة" ويشاهده الجميع يرفع العلم مع أنه كان يجب على الحكومة أن تقدم استقالتها. وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان أن الإهمال والفساد ينخر في حياتنا، والفشل في إدارة الأزمات ولقد غرقت مصر مع غرق العبارة. وطالبت الدكتور جروجيت قليني بضرورة وقف جميع العاملين بميناء سفاجا الذين لم يكونوا متواجدين أثناء فترة عملهم. وأكد الدكتور جمال زهران أن كافة المؤشرات تؤكد أن إهمال الحكومة واضح ولا يحتاج إلى تحقيقات وأن الشركة أيضا مسنودة من أشخاص بالسلطة وطالبها بتقديم استقالتها ، وطالب بتشكيل لجنة تقصى الحقائق لا يدخل في عضويتها نواب الحزب الوطني. وطالب حيدر بغدادي بإحالة المناقشات والتقرير المبدئي الذي أعدته لجنة النقل إلى النائب العام ، فيما اعتبر شيرين أحمد فؤاد عبد العزيز أن موت الضمائر هو السبب الرئيسي وراء الكارثة.