تبادلت القوات التابعة لحكومة طرابلس والقوات الموالية لحكومة طبرق، القصف الجوي، بالتزامن مع استئناف الحوار الليبي المنعقد بمدينة الصخيرات المغربية في ثاني أيامه. حيث تعرض مطار امعيتيقة وموقع عسكري في العاصمة طرابلس تابع لقوات فجر ليبيا، صباح اليوم السبت، إلى قصف جوي من قبل قوات تابعة لحكومة طبرق، بينما أفاد قائد عسكري من القوات التابعة لحكومة طرابلس بقصف قواته مهبط الزنتان، غربي ليبيا، وموقعين تابعين لقوات الزنتان الموالية لجيش طبرق، أسفل الجبل الغربي. وقال حسين بودية، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية برئاسة أركان الجيش الليبي، التابع للمؤتمر الوطني المنعقد بطرابلس، إن قواته قصفت ظهر اليوم مهبط طيران الزنتان، غربي ليبيا، بعد قصفها تمركزين آخرين لقوات الزنتان، أسفل الجبل الغربي. وأوضح في تصريحات لوكالة الأناضول أن قصف التمركزين تم صباح اليوم، فيما تم قصف مهبط الزنتان بعد ظهر اليوم. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم مطار امعيتيقة في طرابلس، فوزي الميلادي، إن "محيط المطار تعرض، صباح اليوم، لقصف جوي من قبل طائرة حربية تابعة لقوات خليفة حفتر (رئيس أركان الجيش الليبي المنبثق عن حكومة طبرق)، لكن الطائرة أخطأت هدفها باستهداف مدرج المطار". وأوضح الميلادي في تصريحات لوكالة "الأناضول" أن طائرة أطلقت ثلاثة قذائف صاروخية بهدف استهداف مدرج المطار، لكن القذائف سقطت في محيط المطار بعيدا المدرج. وأكد الميلادي أن القصف "لم يصب المطار بأي أذى"، لافتا إلى أن "المضادات الأرضية أجبرت الطائرة على مغادرة أجواء طرابلس". فيما أفاد شهود عيان ل"الأناضول" بأن طائرة حربية قصفت معسكر "النقلية" التابع لقوات فجر ليبيا والمحاذي لمطار طرابلس، جنوبي العاصمة. وشُوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان بعد القصف، دون أن يتمكن الشهود من تحديد المكان الذي يتصاعد منه الدخان على وجه الدقة، أو معرفة ما إذا كان ضحايا سقطوا جراء ذلك من عدمه. من جانبه، أكد محمد الصائم، مساعد آمر الكتيبة 166 الموالية لحفتر، أن طيرانا تابعا لقواته استهدف صباح اليوم مطار امعيتيقة ومعسكر "النقلية" دون أن يوضح نتائج هذا القصف. يأتي ذلك بالتزامن مع الحوار الليبي المنعقد في مدينة الصخيرات المغربية، في يومه الثاني، والذي من المقرر أن يستمر 3 أيام مع إمكانية تمديدها للأسبوع المقبل في حالة التوافق على الوثائق المقترحة حول حكومة وحدة، والترتيبات الأمنية، وتعزيز بناء الثقة. ومنذ سبتمبر الماضي، تقود الأممالمتحدة، متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولى التي عقدت بمدينة "غدامس"، غربي ليبيا، ثم تلتها جولة أخرى بجنيف قبل أن تجلس الأطراف بمدينة الصخيرات المغربية على طاولة واحدة. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان وبرلمانان هما: الحكومة الموقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس (غرب)، فيما تجري البعثة الأممية منذ أشهر، مشاورات حثيثة لانهاء الأزمة، لم تحدث اختراقا ملموسا حتى اليوم.