قطعة من قلب أرض الفيروز يكمل جمالها علم رفرف في جنابتها عائدًا بعد انتشالها من أنياب عدو لا يعرف قيمة كل شبر في مصر لدى المصريين، مدينة طابا التي تبلغ مساحتها 3٫72 كم²، لكن لم يفرط فيها رجال عرفوا معنى أرض الوطن وعزة كل شبر بها، وتحتفل بعودتها لأحضان الوطن، في التاسع عشر من مارس في كل عام منذ 1989، بعد مباحثات دامت لسنين كي تعود بدون قطرة دم واحدة. مدينة سياحية مصرية الأصل ورمالها وشواطئها تسرد قصصًا قديمة عنها، بأن عام 1956 بعد خروج العدوان الثلاثي الذي شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، تم توقيع اتفاقيات للهدنة بين مصر وإسرائيل وكذا الأممالمتحدة، ووافقت إسرائيل وقتها على خط الهدنة الذي حدد خارج أراضي طابا والجزء المطل على البحر، ليأتي عام 1967 تحديدًا يوم 5 يونيو احتلت إسرائيل كل سيناء بما فيها طابا، وفي عام 1979 وقع الرئيس السادات معاهدة «كامب ديفيد» التي طالبت إسرائيل بالخروج من سيناء بعد الانتصار العظيم للجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، لكن في 25 إبريل 1982 خرجت إسرائيل من كل أرض سيناء ما عدا طابا. لتبدأ المفاوضات الدبلوماسية لاستعادة مدينة طابا، بعد وقوعها في أيدي العدو الغاشم، وتعددت جلسات التفاوض في المحافل الدولية، وبعد أن اضطر العدو بسبب الضغط الدبلوماسي المصري، إلى اللجوء للتحكيم، الذي أكد على أن طابا نافذة من نوافذ مصر السياحية وجزء لا يتجزأ عن أرض سيناء. حتى أصبح اليوم خالدةً ذكراه لدى كل المصريين، بعودة طابا التي تقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى، وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كلم، وتجاورها مدينة إيلات وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء. وتضم طابا المدينة الحدودية التي تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، شريطها الساحلي يتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة فرعون، من معالم هذه الجزيرة قلعة صلاح الدين التي رممتها هيئة الآثار المصرية. يأتها سياح كثر من أنحاء العالم وتوجد عشرة فنادق أو يزيد بمدينة طابا، ويعد فندق الهيلتون الذي شيدته إسرائيل سنة 1967م من أبرز معالمها، وقد أدارته شركة سونستا إلى أن سلم للسلطات المصرية في تاريخه.