كشف رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، أنَّ الهيئة التي يرأسها، والتي تُشْرِف على إدارة شئون البلاد حاليًا، تعتزم إعلان النصر و"تحرير ليبيا" بعد السيطرة الكاملة على مدينة سرت، مسقط رأس العقيد المخلوع، معمر القذافي، متعهدًا بتقديم استقالته من منصبه بمجرد حصول ذلك الحدث. وتأتِي تصريحات عبدالجليل في وقتٍ تتقدّم فيه قوات المجلس الانتقالي ميدانيًا في المدينة وجوارها، بمواجهة مقاومة شرسة من قوات تابعة للقذافي، في حين تتسارع الخطوات السياسية لإعلان تشكيلة حكومة جديدة في القريب العاجل. وكان المجلس الانتقالي الليبي قد أمهل سكان "سرت" 48 ساعة تبدأ من ليل السبت المنصرم لمغادرة المدينة التي تواجه وضعًا إنسانيًا مزريًا ويحتمي بها المئات من مقاتلي القذافي، تزامنًا مع تعهد الناطق باسم الزعيم الليبي المخلوع، موسى إبراهيم، بأنّ فلول النظام السابق "ستقاتل حتى النهاية." وقال حسين التير، قائد ميداني من المجلس الانتقالي: إنّ القادة العسكريين وافقوا، خلال اجتماع عقد ليل السبت، على إمهال سكان المدينة الساحلية المزيد الوقت لمغادرتها قبل شنّ هجوم عسكري كاسح. وأضاف: "سننفذ الهجوم الرئيسي عند التأكُّد من مغادرة معظم الأسر للمدينة، وهذا قد يستغرق على الأرجح عدة أيام." وكان الآلاف من السكان قد لاذوا بالفرار هربًا من المواجهات المسلحة، التي تصاعدت حدتها في الآونة الأخيرة، ويواجه المقاتلون الموالون لقادة ليبيا الجدد مقاومة ضارية من قبل أنصار القذافي لإخضاع "سرت"، بجانب "سبها" و"بني وليد" لسيطرة المجلس الوطني الانتقالي. وتعمل الهيئة الدولية للصليب الأحمر لإدخال مساعدات طبية عاجلة للمدينة، التي تعانِي من وضع إنساني مُزْرٍ، مع شح الإمدادات الغذائية والمياه وانقطاع التيار الكهربائي.