كشف دبلوماسي أمريكي عن محادثات أجراها مسئولون أمريكيون مع أعضاء بحزب "الحرية والعدالة"، المنبثق عن جماعة "الإخوان المسلمين" بعد أن أعلنت واشنطن قبل شهور أنها ستجري اتصالات مباشرة مع الجماعة، لكن قيادات الحزب نفت إجراء محادثات من هذا النوع علما بأنها سبق ورحبت بالحوار. ونقلت وكالة "رويترز" عن الدبلوماسي الكبير الذي لم تكشف عن اسمه" "أجرينا اتصالات مباشرة مع مسئولين كبار بحزب الحرية والعدالة" الذي تأسس بعد انفتاح الساحة السياسية عقب الإطاحة بمبارك". وتابع أن المسئولين الامريكيين لا يميزون بين اعضاء جماعة الإخوان أو حزبها، وأضاف "لا ننتهج أي سياسة تعتمد هذا التمييز"، إلا أنه لم يذكر متى جرت الاجتماعات. وأشار إلى أن الاتصالات الأمريكية جرت مع أعضاء "رفيعي المستوى" بحزب الحرية والعدالة لكنه لم يذكر أسماء، لافتا إلى الاتصالات من الجانب الأمريكي لم تكن على مستوى سفراء دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. واستدرك قائلا: "أجرينا هذه الاتصالات من وقت لآخر فيما مضى... الاختلاف أننا فيما مضى كنا نقابل برلمانيين". وقالت الوكالة إن الدبلوماسي الأمريكي كان يجيب عن سؤال عما إذا كانت أي اجتماعات عقدت بعد أن صرح الدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة" الأسبوع الماضي بأن المسئولين الامريكيين لم يجروا اتصالات مع "الإخوان"، بعد شهور من إعلان واشنطن فتج باب الحوار مع الجماعة، الأمر الذي قابلته الأخيرة بالترحيب آنذاك. غير أن الدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب نفى ل "رويترز" عقد أي اجتماعات مع مسئولين أمريكيين لدى سؤاله عن تصريحات الدبلوماسي. وقالت الوكالة في تعليقها، إنه لم يتضح على الفور السبب في تباين روايتي الجانبين. وكانت واشنطن أعلنت في يونيو عن اعتزامها فتح حوار مع "الإخوان" وصورت هذه الاتصالات على أنها استئناف لسياسة طبقتها من قبل، لكن محللين رأوا أنها تعكس نهجا جديدا في أسلوب تعاملها مع الجماعة التي كانت محظورة في عهد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي أطيح به في فبراير. ورأت أن الاتصالات بين المسئولين الأمريكيين و"الإخوان" قد تزعج إسرائيل. لكنها ليست الأولى من نوعها التي تجرى فيها اتصالات من هذا النوع. إذ أشارت إلى أنه بموجب السياسة السابقة كان يسمح للدبلوماسيين الأمريكيين بالتعامل مع نواب "الإخوان" بالبرلمان الذين كانوا يفوزون بالمقاعد "كمستقلين" تفاديا للحظر الرسمي على مشاركتهم السياسية، ووفر هذا غطاء دبلوماسيا يتيح أن تظل خطوط الاتصال مفتوحة.