إن تعميمات المفهوم الليبرالي السائدة المخل وخلط الأوراق إلى حد المغالطة ليست من الليبرالية (الحرية) في شيء وهى بالتأكيد لا تعنى التخوين أو التكفير أو ازدراء الأديان أو أي ولاء لمقيمي البيت الأبيض ولا هي طعنا في الاستقلال الفكري أو الولاء الوطني المتمثل في قيم " مصر أولا" أنما هي في الأساس لقيم تحديثية وتنويرية تصلح من حال مجتمعنا المصري الذي يحكمه الاستبداد والجهالة فالبعض يعتقد إن الليبرالية هي مجرد الإطاحة بحكم مستبد مع تطبيق آلية صناديق الانتخاب ( فانتخابات 2005 البرلمانية شاهد عيان) مما أوقع أصحابنا في فخ تصور ساذج يشيع في مصر ذلك بدون التناول العلمي المحايد لاى قضية تقتضى حتما التحليل العلمي المبنى على الواقع . فالليبرالية في عموميتها هي حرية الفرد التي لا يحدها الآ حدود غيرة من سائر أفراد المجتمع فهي تكفل الحرية الفردية لأقصى مدى وتؤمن هذه الحرية لجميع الأفراد دون تميز خاص لفرد مهما كان موقعة أو جنسه أو عقيدته مع أطلاق ملكاته الإبداعية في أطار يحمى ويحقق إنسانية الفرد في المجتمع . فمثلا من حقك إن تعلن عن آرائك ومعتقداتك بكل الطرق ، ولكن إذا كانت دعوتك للكراهية أو ممارسة العنف أو الرزيلة بين فئة وأخرى فإن النتائج لدعوتك إذا ما روجت سوف تصطدم بالأخريين في المجتمع و هذا يخالف أهم مبدأ في الليبرالية وهو الأ تتعارض حريتك مع حرية غيرك .ورغم هذا فإن الليبرالية ليست منافسا أو بديلا للأيدلوجيات أو الأديان فهي لا تحدد للإنسان ماذا يفعل أو لا يفعل لكي يحسن مصير دنياه وآخرته فهي تتسع لجميع الأديان والدعاوى وأنماط الحياة للتناغم المتنوع وليس للتنافر المتصادم وتهدف للتخلص من الفاشية المتغلغلة في بلادنا لتمهيد الأرض لأبنية وعلاقات جديدة ولا تعادى الأخر أو تحقره ولا تستعبده بل تحرض على الثقة بالعلم والأيمان والاستعانة بة في تناول كافة القضايا بعيدا عن التفسير الغيبي للظواهر الطبيعية والاجتماعية والمتمثلة في التفسيرات المتحجرة الاستبدادية والتي لا تواكب معطيات العلم الحديث بدون هدم ثوابت الدين وأركانه كما تدعوا للتخلي عن نظرتنا وتوجهاتنا القديمة لمعالجة مشاكلنا الحديثة واستبدالها برؤى منفتحة ترحب بالأخر وتسعى للتواصل معه في حالة من التناغم والاستقرار عوضا عن التصادم المدمر . فالليبرالية كلها تقع في خانة الرآى والعمل والإبداع والفكر فلا مسيطر على الإنسان فيها سوى ذاته العاقلة التي تجد ثروتها في تفرد إبداعها فهي أول السلم لممارسة النقد الذاتي لكشف السلبيات وتقييم الايجابيات ورسم طريق للمستقبل متخلصا من عورات السلف الصالح والطالح معا. ويتناغم ذلك مع العلمانية التي هي وفق تصوري منهج علمي أخلاقي يتعامل مع مجتمع ليبرالي حر يعتمد على العلم ولا يغفل أعمال العقل ويدعوا لتنمية الفكر النقدي ويناهض التسلط والازدواجية في المعايير ويضع للدين دورة كعلاقة بين الإنسان وخالقة ويكفل حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية ويدافع عن الحقوق المدنية والسياسية للجميع على قدم المساواة اعتمادا على فكرة المواطنة والتي لخصها مؤسسو حزب مصر في " مصر أولا" والمناداة بالقومية المصرية بصرف النظر عن الدين أو اللون ،،، أنها آلية لإدارة شئون المجتمع لمصلحة الفرد خدعونا وكذبوا علينا في الماضي لنقص تداول المعرفة وتحت هذه الظروف حرمنا من إن ندخل التاريخ وتوقف نمونا العقلي والفكري وعشنا ولازلنا نعيش أشبة بالعبيد دون عقل وفكر أو حتى أعطاء فرصة وفسحة للتحرر كنواة للتنمية ولو بمعدلات متواضعة. ففي مناخ الليبرالية خلصت أوروبا من الظلام والقهر والاستبداد وأنشأت كل العلوم الحديثة التي نتلهف عليها بشغف كما لو كنا نحن مبدعيها في حين لم تكن لنا ولو حصة واحدة للمشاركة في تطور الإنسانية (نعم هذا ينطبق على زويل المصري ولا ينطبق على زويل الأمريكي من أصل مصري) وما لم تكن الليبرالية العلمانية تمارس في الهند لما سمحت بتعيين رئيس مسلم لها على أغالبية هندوسية ورئيس وزراء (صانع قرار) من السيخ من الأقلية العرقية يحكم أغلبية برلمانية هندوسية لا تؤمن بذاك أو بتلك ولم تكن تحولات اليابان وألمانيا إلى الليبرالية قديما وكوريا وتركيا وماليزيا حديثا موائمة بعد طول عهود الفاشية في هذه الدول بل تغييرا في العقل والفكر شامل في البنية والعلاقة بين السلطة والمجتمع فتخريجات فقهائنا لتبرير ما لم يقدروا على فهمة أو ما لم يستطيعوا معه صبرا كما في زواج المسيار أو المتعة والعرفي وعلية يكون المكان الوحيد الليبرالي الآن المتاح هو معمل ( DNA ) لأنة سيقول كلمته دون مجاملة لهند الحناوى أو أحمد الفيشاوى وبدون مرعاه لخصوصية ثقافية أو فتوى شيخ أو نصيحة من أحد الدعاة الجدد في القضية المطروحة على الساحة الآن. فالليبرالية كنزعة تحررية خارج قيود الماضي هي فضيلة لكونها طرف نقيض مع الدكتاتورية والعنصرية والفاشية والاستبداد ومن يكرهها يكره مجموع الحريات العامة والممارسات الديمقراطية في المؤسسات بعيدا عن النماذج التاريخية الفاشلة وعندما تعوزها الحجة لضربها يجعلوا من الليبرالية قرينا بالتحلل الأخلاقي وازدراء الأديان أو ممارسة الرذائل . فالعقلانية والفكر البشرى الحر هو من أقام الليبرالية وسقط من لم يستطع الصمود في بحر الظلمات بينما حالة الفشل والشلل المزمن الذي نعايشة اليوم لا مناص له الأ في الجلوس على الكراسي للمصمصة بالنصوص والتشدق بأقوال الفقهاء والدعاة الجدد والاستمرار في الغيبوبة كتبرير على الفشل الفكري مع جنوح التجمعات والأحزاب المصرية على أتساعها نحو الغوغائية والخطاب التضليلي لتكريس التعصب واحتكار الطهارة الوطنية والانعزال عن المجتمعين المحلى والدولي معا مما يستدعى الأخر للتدخل الأجنبي لإعادة تحفيزنا على إصلاح أوضعنا السياسية الأقتصادية والاجتماعية والفكرية و الثقافية المتردية فهي المسئولة عن ضياع حقوق الأمة المصرية لتأخذ مكانها اللائق بين الأمم . ومن ما سبق يفرض علينا سؤال أو بالأحرى عدة أسئلة تتلخص في من أين نبدأ ؟وكيف يمكن أن تكون المشاركة الشعبية ؟ وكيف يمكن أعادة بلورة المجتمع بطبقاته المختلفة لخلق قوى العمل الوطني ؟. وكيف يمكن أنماء الشارع سياسيا بعد مظاهرة التوحد القومي المصري المذهل في متابعة وحضور مباريات بطولة أفريقيا للكرة وآثارها من الفئة المنسية حوالي 70 مليون ؟ ناهيك عن الحاجة الملحة لإعادة هيكلة النظام السياسي بأكمله للحصول على دولة رئاسية منتخبة من العمد ورئاسة الحي حتى الرئيس ونائبة ذو مهام ومسئوليات محددة مسئولة أمام البرلمان تقوم بدور الخدمات والتنظيم والإدارة وتفضلوا بقبول فائق الاحترام ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، منير محمد صلاح الدين