غادر ناصر، والد أنور العولقي القيادي في تنظيم القاعدة باليمن، العاصمة صنعاء، متجهًا نحو الجوف ومآرب، للتعرف على جثة ابنه، في وقت تخشى الولاياتالمتحدة من عمليات انتقام. وقد أكَّد رجال قبائل في مآرب عثورهم على جثث عائدة لمن استهدفتهم الغارة الجويَّة، التي يعتقد أنها أودت بحياة العولقي، مشددين على أنها مشوهة إلى حد يصعب التعرف عليها، وأنهم لن يسلموها إلا إلى العائلات مباشرة. يأتي ذلك، بينما حذَّر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، ووزارة الداخلية الأمريكيَّة، من خطر حصول "عمليات انتقام" في الولاياتالمتحدة جراء مقتل العولقي، في حين ذكرت مصادر في واشنطن أنَّ المطلوب الذي يحمل الجنسية الأمريكية قُتل مع شخصية أخرى هو سمير خان، المسئول عن إصدار مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية لصالح القاعدة. وبحسب شبكة "سي إن إن"، ذكرت مصادر أنَّ خان يحمل بدوره الجنسية الأمريكيَّة، وكان يشرف على إصدار مجلة "انسباير"، كما أشارت إلى أن خبير المتفجرات في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، إبراهيم حسن العسيري، كان يتواجد في المنطقة نفسها، لكن ما من مؤشرات حول مصيره. وتعتقد الولاياتالمتحدة أن العسيري هو من صمم قنبلة "عيد الميلاد" التي كان أخفاها النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب في ملابسه الداخليَّة، محاولاً من خلالها تفجير طائرة أمريكيَّة عام 2009، وكذلك المتفجرات التي كان التنظيم يسعى لتفجيرها على متن طائرات شحن متجهة نحو الولاياتالمتحدة عام 2010. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال الجمعة: إنَّ مقتل الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، يُشكل "ضربة قوية" لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وخطوة جوهريَّة أساسيَّة أخرى على طريق هزيمة القاعدة. وفي الأثناء، قال مصدر حكومي أمريكي أطلعته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على المعلومات: إنَّ طائرة أمريكية من دون طيار أطلقت صاروخًا على رتل للسيارات في محافظة الجوف باليمن، أدّى إلى مقتل العولقي، والأمريكي من أصل باكستاني وخبير المعلومات، سمير خان، واثنين آخرين.