قال مصدر أمني، إن تفجير محطة الغاز الطبيعي بقرية الميدان غرب مدينة العريش- المحطة الرئيسية التي تقوم بإمداد إسرائيل والأردن بالغاز الذي وقع في وقت مبكر الثلاثاء- تم بطريقة التفجير عن بعد. وأضاف إنه تم العثور على جهاز مفجّر بالقرب من المحطة المستهدفة، والتي تقع على بعد 25 كلم عن العريش، إلى جانب ذخيرة أسلحة يعتقد أن المسلحين تركوها وراءهم بعد أن لاذوا بالفرار عقب التفجير مباشرة. وكان مجهولون قاموا بتفجير محطة الغاز التي تصدّر الغاز إلى إسرائيل والأردن وتمد المصانع والمنازل في شمال سيناء في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وهو التفجير السادس من نوعه منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك في فبراير. وأدى التفجير إلى توقف ضخ الغاز في المحطة نهائيا، وإثر ذلك قطعت إمدادات الغاز عن منازل العريش ومحطة الكهرباء البخارية ومصانع الأسمنت بوسط سيناء، وأسفر الحريق الناجم عن التفجير عن احتراق عشرات العشش لسكان المنطقة في قرية الميدان دون وقوع أية خسائر في الأرواح سوى إصابات غير خطيرة من أثر شدة اللهب المتصاعد فقط. وتمكنت قوات الإطفاء والحماية المدنية من السيطرة على الحريق بعد ساعات من التفجير الذي وقع في نحو الثانية من صباح الثلاثاء، فيما تواصل النيابة العامة بالعريش والأجهزة الأمنية التحقيقات بشأن الحادث والوصول إلى منفذيه. وكان آخر تفجير استهدف خطوط الأنابيب ومحطات الغاز وقع في 12 يوليو الماضي حين استهدفت محطة "الطويل" للمرة الثانية. وعلقت نتيجة ذلك صادرات الغاز بسبب أضرار بالأنبوب، كما تم احباط عدد من محاولات للهجوم. وتمد مصر إسرائيل ب 43% من مجمل استهلاكها من الغاز الطبيعي، وتنتج إسرائيل 40% من الكهرباء من الغاز المصري. وأعلنت شركة "غاز شرق المتوسط" (اي ام جي) التي تصدر الغاز المصري إلى إسرائيل، أنها تعتزم طلب الحصول على تعويض من مصر بقيمة 8 مليارات دولار بسبب انتهاكات عقود إمداد الغاز. في غضون ذلك، دمرت الشرطة المصرية ثلاثة أنفاق على الشريط الحدودي مع قطاع غزة منطقتي صلاح الدين والبراهمة، في إطار عملية أمنية أطلقتها لضبط منفذي تفجير محطة الغاز. وصرح مصدر أمني، أن عملية التدمير تمت بطريقتين مختلفتين، إذ تم تدمير نفق بمنطقة البراهمة مساء الثلاثاء من خلال تفجيره بسبب بعده عن المنطقة السكانية، فيما جرت عملية تدمير النفقين بحي صلاح الدين السكنى صباح الأربعاء بطريقة الردم بالحجارة والرمال وبعملية التدبيش، لوقوع النفقين في منطقة سكنية. وأضاف إنه تم الاتصال بحكومة "حماس" في قطاع غزة للتأكد من خلو الأنفاق من المهربين خشية على أرواحهم، قبل عملية التدمير. وكانت مصر قد أطلقت حملة أمنية كبيرة على الشريط الحدودي مع غزة، لضبط الأنفاق وتدميرها منذ أكثر من أسبوعين تقريبا، وقد تم تعين حراسة مشددة على فتحات الأنفاق التي يتم ضبطها إلى حين تدميرها. وكثفت الشرطة المصرية حملاتها على الأنفاق عقب عملية تدمير محطة الغاز المصري في العريش مباشرة، خشية هروب المنفذين من الأنفاق إلى غزة. وشرعت في تدمير بعض الأنفاق غير المسيطر عليها.